كشفت وزارة الآثار المصرية، الاثنين، أنها ستعلن قريبا تفاصيل العثور على مومياء غريبة يبدو أنها لقطة كبيرة أو أسد أو لبؤة، وذلك لحسم ما تردد عن وجود علاقة بين هذه المومياء وتمثال أبو الهول الشهير الواقع بجوار أهرامات الجيزة.

وقالت الوزارة في بيان صحافي اليوم ردًا عما تداولته بعض الصحف من تصريحات وزير الآثار نقلا عن صحيفة "الدايلي إكسبريس" البريطانية، إن وزير الآثار لم يشر من قريب أو بعيد إلى تمثال أبو الهول، ولكنه ذكر أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل المومياء بعد استخدام التصوير المقطعي واختبار الحامض النووي، مضيفا أن الإعلان سيكون خلال أسابيع قليلة.

ما قصة هذه المومياء ولماذا ربط البعض بينها وبين أبو الهول؟
الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق يؤكد لـ"العربية.نت" أنه لا علاقة بين هذه المومياء وتمثال أبو الهول، ولا يوجد أي ارتباط بينهما، لأن التمثال مجسم بني في عهد الملك خفرع للتعبير عن قوة الملك وحكمته وكان مجرد تمثال لمخلوق أسطوري يمثل جسد أسد ورأس إنسان للتعبير عن الجمع بين القوة والحكمة.

وأضاف أن المومياء الجديدة ستكشف الوزارة عن تفاصيلها بعد التأكد من طبيعتها.

من جانيه يكشف الدكتور محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار السابق لـ"العربية.نت" أن تمثال أبو الهول بناه المصريون في هضبة الجيزة وخلال عهد الملك خفرع وبنحو 2500 عام قبل الميلاد، ويبلغ طوله نحو 73 مترا ويرمز للقوة والحكمة، وكانوا يعتبرونه حارسا للأهرامات.

وقال إنه كان يرمز أيضا لإله الشمس عند قدماء المصريين، وكان له أنف لكن أزيلت من التمثال، وتضاربت الروايات حول سبب ذلك، مضيفا أن البعض روى أن القائد الفرنسي نابليون بونابرت كسر أنفه بالمدفعية عند دخول الفرنسيين مصر، فيما رجح آخرون أنها أزيلت بفعل عوامل التعرية.

وأضاف رئيس قطاع الآثار المصرية السابق أنه لو كان صحيحا كسر أنف التمثال بمدفعية نابليون، لكان التمثال كله قد تحطم وليس أنفه فقط، ولو كانت عوامل التعرية هي السبب لكان هيكل التمثال قد اختفى أيضا، مؤكدا أن الرواية التي ذكرها المقريزي حول قيام عابد صوفي بكسر أنفه اعتقادا منه أنه صنم هي الأرجح.

المقريزي أشار في كتابه "الخطط المقريزية" إلى أن أنف أبو الهول حطمها عابد صوفي يدعى محمد صائم الدهر في القرن الخامس عشر وقبل قدوم الحملة الفرنسية بمئات السنين، وفعل ذلك عندما رأى المصريين وغيرهم ينظرون للتمثال نظرة تقديس فحاول تحطيمه ولكنه لم يفلح سوى في كسر أنفه، وأكد نفس الرواية علي باشا مبارك في كتابه الخطط التوفيقية.