سلطت وكالة بلومبيرغ، في تقرير نشرته، الضوء على السلام والهدوء الذي تنعم به المنطقة الشرقية في السعودية، بخلاف ما تتمناه إيران.

خلفية القصة
ففي تجمعٍ ثقافي في منطقة القطيف في شرق السعودية، وفي المناخ الإيجابي ألقى شاعر بعض أعماله قبل طرح الأسئلة، وكان جمهوره من 80 شخصًا أو نحو ذلك متحمسين ومبتسمين، بينما قام رجلٌ بتقديم القهوة والشاي بهدوء في أكواب ورقية بحجم الإسبريسو.

ربما كان ذلك المشهد الباعث للاسترخاء والبهجة مساء يوم إثنين في شهر نوفمبر يمكن أن يحدث في أي مكان، حيث يرتدي الرجال الثوب الأبيض والنساء في عباءاتهن السوداء بشكل أساسي ورائحة الهيل في القهوة، ولكن الحدث بَرز بسبب مكانه وزمنه، بدلاً مما هو.

القطيف هي محافظة عانت من أحداث عنف منسوبة لشيعة متطرفين بإيران. وقال المنظمون إنهم استضافوا سنة من قبل، والأجواء في فترة توتر العلاقات السعودية الإيرانية أظهرت مدى تغير السعودية على مدى السنوات الثلاث الماضية. إذ يحاول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تشكيل مملكة ترتكز على الهوية الوطنية.

ومع اندلاع حرب بالوكالة مع إيران، لم يكن هناك التشديد المعتاد للأمن حول المناطق الشيعية في المنطقة الشرقية، ولم يعد يُسمع الخطاب المتطرف الذي كان يسمعه الجانبان.

الموقف
وقد أثنى الشيعة السعوديون الذين تمت مقابلتهم على مدار يومين في القطيف على الخطاب واللغة والوضع العام.

وذكرت بلومبيرغ أنه لم يكن هناك سوى نقطة تفتيش واحدة خارج المدينة ولا يوجد أثر لأفراد الأمن، بينما في الماضي كان هناك أربع على الأقل في الطريق من مدينة الدمام إلى القطيف.

وقال المدير المؤسس لمركز السياسة العالمية في واشنطن كامران بخاري: "إحدى أكبر المشاكل التي واجهت السعوديين هي أن الإيرانيين وجدوا سبلًا مهمة للدخول إلى المجتمعات العربية السنية"، وعن مواجهة ايران قال: "إنها خطوة استراتيجية لمحمد بن سلمان".

ونقلت الوكالة أن السكان يقولون إن الأجواء تغيرت بعد حملة استمرت ثلاثة أشهر في بلدة العوامية في عام 2017، هدمت خلالها عشرات المباني التي كانت مركزا للمشاكل، وبعد ذلك بعام، أعلنت الحكومة عن خطط لإقامة منطقة وسط مدينة جديدة بها مركز ثقافي ومعرض.

كما استحدثت قانونًا ضد خطاب الكراهية في شهر أغسطس 2017، والذي منح النيابة العامة سلطة توجيه الاتهام للجُناة الذين ينشرون خطاب الكراهية ويهددون السلام والأمن.

وقال رجل أعمال إن الكثير من الشيعة في القطيف قد اقتنعوا بتركيز الرؤية على الهوية السعودية والحريات الاجتماعية الجديدة.

وصرحت امرأة من سكان البلدة: "تشعر عائلاتنا ومعظم الشيعة هنا بعلاقة دينية مع إيران، ولكن كلما حدثت مشكلة، فإنهم يعرفون أن السعودية هي بلدنا، والوحيدة التي يمكنها مساعدتنا".