أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، سعد الحريري، الثلاثاء، عدم رغبته في تشكيل حكومة جديدة، مؤكداً أن قراره قاطع لا عودة عنه.

وأضاف أن الخروج من الأزمة في لبنان لا يمكن بدون حكومة من الأخصائيين.

كما اعتبر في بيان أنه "بعد 40 يوماً على الحراك اللبناني وقرابة الشهر على استقالة الحكومة، بات واضحاً أن ما هو أخطر من الأزمة الوطنية الكبيرة والأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها بلدنا، وما يمنع البدء بالمعالجة الجدية لهاتين الأزمتين المترابطتين، هي حالة الإنكار المزمن الذي تم التعبير عنها في مناسبات عديدة طوال الأسابيع الماضية".

إلى ذلك، أوضح أن حالة الإنكار هذه بدت وكأنها تتخذ من مواقفه ذريعة للاستمرار في التعنت والمناورات ورفضها الإصغاء إلى أصوات الناس ومطالبهم المحقة.

انتقاد لفريق عون والثنائي الشيعي

وفي إشارة إلى تصريحات سابقة لوزير الخارجية، جبران باسيل، قال "عندما أعلنت عن استقالة الحكومة تجاوباً مع الناس ولفتح المجال للحلول، وجدت من يصر على أنني استقلت لأسباب مجهولة".

وفي انتقاد صريح لفريق رئيس الجمهورية والثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله، قال "عندما أعلنت للملأ، في السر وفي العلن، أنني لا أرى حلا للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة إلا بحكومة أخصائيين، وأرشح من أراه مناسباً لتشكيلها، ثم أتبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو-سياسية، أواجه بأنني أتصرف على قاعدة (أنا أو لا أحد)، علماً أن كل اللبنانيين يعرفون من صاحب هذا الشعار قولاً وممارسة".

كما اعتبر أن "الأسوأ هو أن من يعرفون كل هذه الوقائع ما زالوا يتحججون تجاه الرأي العام بأنهم ينتظرون قراراً من "سعد الحريري المتردد لتحميلي، زوراً وبهتاناً، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة".

يذكر أن الحريري كان استقال في 29 أكتوبر بعد أكثر من 10 أيام على انطلاق تظاهرات حاشدة في لبنان، تطالب باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين ومحاسبة الطبقة السياسية الحاكمة التي اتهمها المحتجون بالفساد.

ومنذ تلك الاستقالة، لا يزال رئيس الجمهورية الذي يتعين عليه الدعوة لاستشارات نيابية بغية تكليف شخصية سياسية لتشكل الحكومة، يمتنع عن إطلاق الاستشارات النيابية متحججاً بضرورة التوافق أولا بين الأفرقاء السياسيين، كما يتمسك مع حلفائه (حزب الله وأمل) بحكومة تكنو سياسية، أي تجمع ممثلين عن الأطراف السياسية في البلاد والاختصاصيين.