أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، إطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإنمائية في إفريقيا، عبر تدشين مشروعات وبرامج إنمائية في دول القارة بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدى 10 سنوات.

وقال خلال مخاطبته القمة السعودية الإفريقية، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إن المملكة تتطلع لضخ استثماريات جديدة في مختلف القطاعات بما يزيد على 25 مليار دولار، وتمويل وتأمين 10 مليارات دولار من الصادرات، وتقديم 5 مليارات دولار تمويلاً تنموياً إضافياً لإفريقيا حتى عام 2030.

وأبان أن المملكة عازمة على تطوير علاقات التعاون والشراكة مع الدول الإفريقية وتنمية مجالات التجارة والتكامل، فضلاً عن زيادة عدد سفاراتها إلى أكثر من 40 سفارة.

وأكد أن المملكة والدول الإفريقية تحرص على تعزيز التعاون بما يسهم في إرساء الأمن والسلام في المنطقة والعالمأجمع، مضيفاً أن المملكة قدمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة إفريقية، كما بلغت مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أكثر من 450 مليون دولار في 46 دولة إفريقية.

ونوه بأن المملكة كانت من أولى الدول التي قدمت دعمها المعلن لحصول الاتحاد الإفريقي على عضوية دائمة في مجموعة العشرين إيماناً منها بدور إفريقيا، كما تحرص المملكة على دعم الحلول المبتكرة لمعالجة الديون الإفريقية حيث سعت خلال ترؤسها لمجموعة العشرين لعام 2020 لإطلاق مبادرات تعليق مدفوعات خدمة الدين خلال جائحة كورونا للدول منخفضة الدخل.

وأضاف أن المملكة تدعم التنمية المستدامة وتؤكد دوماً على حق الدول في تنمية مواردها وقدراتها الذاتية، مجدداً التزام المملكة بأمن الطاقة وضمان استدامتها والاستفادة من جميع مصادر الطاقة وتطوير تقنيات وحلول أنظمة الوقود النظيف، وتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون إنسان إفريقي.

من جهة أخرى، أبدى إدانة المملكة لما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف للمدنيين واستمرار انتهاك سلطات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني، مشيراً إلى تأكيد المملكة على ضرورة وقف هذه الحرب والتهجير القسري وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار لتحقيق السلام، لافتاً إلى أن المملكة والدول الإفريقية تبذل جميع الجهود الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار، مرحباً في هذا الصدد باستئناف مباحثات جدة بما يمثله طرفا الأزمة في السودان، مبدياً أمله بأن تكون لغة الحوار هي الأساس للحفظ على وحدة السودان وأمن شعبها ومقدراته.

وأضاف أن المملكة تهدف لاستضافة معرض "إكسبو 2030" في الرياض لتقديم نسخة استثنائية غير مسبوقة من تاريخ هذا المعرض تسهم في استشراق مستقبل أفضل للبشرية، مبدياً ثقته بأن تسهم هذه القمة في تحقيق ما يصبون إليه جميعاً من نقلة نوعية في التعاون والشراكة بين المملكة والدول الإفريقية.

من جانبه، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، إن العلاقات التاريخية والاقتصادية التجارية والثقافية والروحية بين إفريقيا والمملكة هي كلها غنية عن التعريف والبيان فهي جلية كالشمس في وضح النهار وتترجمها العلاقات بين المملكة وعدد كبير من أعضاء الاتحاد الإفريقي، كما أنه أمر ملحوظ في العديد من المشروعات التي تقوم بها المملكة بإفريقيا بمجالات كثيرة.

وأضاف أن القارة الإفريقية تتطلع إلى شراكات نوعية مع المملكة في كافة المجالات، كما نسعى ونحرص على علاقات متينة بين المملكة والدول الإفريقية، مشيراً إلى أن قمتنا الأولى مطالبة بالتأسيس لذلك المسار ووضع الخطط الناجعة لدفعة بخطى ممنهجة وثابتة.

وأشار إلى أنه من المهم أن تكون شراكتنا متينة وقائمة على تطوير أسس التعاون بيننا وخاصة في الجوانب التنموية والاقتصادية، لا سيما وأن تعداد القارة الإفريقية يقدر بـ 1.5 مليار شخص وهي غنية بالمصادر المائية والمعدنية لخدمة الاستثمارات العامة والخاصة، وتتمتع بالبنية التحتية القوية وتوفر الطاقة والأمن الغذائي وغيرها من عناصر التنمية.

من جهته، قال رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي، إن المملكة نموذج يحتذى به في مجال مواكبة الجهود التنموية بالقارة الإفريقية ولها دور محوري في دفع عجلة التنمية بمنطقة القرن الإفريقي وحوض البحر الأحمر، ولا يقتصر ذلك على الدعم المالي ولكن يطال مختلف مناحي الحياة بما فيها الجوانب ذات الطابع السياسي والأمني.

وأشاد بمبادرة المملكة لإنشاء مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والذي يشكل إطاراً فريداً للتعاون والتنسيق والتكامل بين هذه الدول.

من جهته، أكد رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، أن إفريقيا تسعى لتعميق العلاقات مع المملكة في العديد من المجالات، مشيراً إلى أن هذه القمة تمثل لحظة تاريخية مهمة في العلاقات السعودية الإفريقية؛ إذ إن علاقاتنا التاريخية عميقة وتلهمنا لعمل مشترك لتستمر هذه العلاقات مالياً واقتصادياً مما يسهم في التنمية والاستثمارات بمجالات مختلفة.

بدوره، أشار رئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما، إلى أن إفريقيا لديها الأرض والمياه والظروف المناخية للمساهمة في سلة الغذاء العالمية، وكذلك لدينا الشمس والطاقة الشمسية، وما نحتاج إليه الآن هو تطوير الشراكة بين إفريقيا والمملكة للاستفادة من المصادر والموارد الإفريقية، وكل ذلك سيصب في تحسين حياة شعوبنا.

وشدد رئيس جمهورية كينيا، وليام روتو، على أن المملكة لديها الفرصة للاستثمار بموارد الطاقة المتجددة بإفريقيا وكذلك في الهيدروجين، كما أن 65% من سكان إفريقيا أقل من الثلاثين، وكذلك 40% من سكان المملكة هم أيضاً أقل من 30 عاماً، وهذه فرصة طيبة للتعاون المستقبلي، كما أن 40% من القوى العاملة الدولية ستأتي من منطقتنا في عام 2050. 

وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق الأول الركن عبدالفتاح البرهان، أن المملكة تسعى دائما لخلق شراكات إستراتيجية مع دول المنطقة وخاصة الإفريقية بما يعود بالنفع والاستقرار على الجميع ويدعم الأمن والرفاه للشعوب، ما يسهم بتعزيز فرص الاستثمار والاستقرار السياسي والاقتصادي بالمنطقة، وذلك لِمَا للمملكة من إمكانيات وقدرات وتجارب وقيادة، ولِمَا لإفريقيا من إمكانيات مستقبلية واعدة.

وأضاف في كلمته، خلال القمة السعودية الإفريقية، أن السودان سيظل داعما للشراكة السعودية الإفريقية مستفيدا من موقعه الجغرافي الرابط بين المملكة وإفريقيا، وسيعمل مع الجميع ليكون جسرا للتواصل بين الأشقاء في المملكة وقارة إفريقيا.

وشكر البرهان المملكة على حرصها المستمر والدائم على أمن واستقرار السودان ووحدته، وكذلك أصدقاء السودان الذين دعموا وحدته واستقراره، وكل مَن وقف مع مؤسسات الدولة والشعب السوداني.

وتطرق رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني للشأن الفلسطيني، مؤكدا أن الجميع يشعر بالقلق لما يجري في قطاع غزة من تدمير وقتل وتهجير، وأن الجميع متضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المشروعة على حدود يونيو 67، مطالبا بالوقف الفوري للعدوان على شعب غزة والسماح لهم بالحصول على حقوقهم في الحياة الكريمة.

وكان قادة ورؤساء الدول الإفريقية قد توافدوا لمقر انعقاد القمة السعودية - الإفريقية، التي تؤسس لتعاون استراتيجي بين الجانبين في مختلف المجالات.

ووصل، في وقت سابق للرياض، رئيس وزراء جمهورية النيجر الأمين زين علي مهمان، ورئيس جامبيا آداما بارو، ورئيس ملاوي لازاروس مكارثي، والرئيس النيجري بولا أحمد تينوبو، ورئيس إرتيريا إسياس أفورقي، ورئيس المرحلة الانتقالية بجمهورية الجابون الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغيما، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ أحمد الغزواني، لدى وصولهم إلى مطار الملك خالد الدولي للمشاركة في القمة السعودية الإفريقية.

وانطلقت أمس أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الإفريقي بمشاركة عدد من القادة وصنّاع القرار ونخبة من المسؤولين في المملكة والدول العربية والإفريقية، وقادة المال والأعمال والاستثمار من القطاعين الحكومي والخاص، والاتحادات التجارية، والمنظمات الدولية، والشخصيات البارزة في الأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر.

وناقش المؤتمر جملة من الموضوعات، منها: تعزيز الشراكة الصناعية والتعدينية والتجارية، ودور شراكات الطاقة المستدامة وأهميتها في تيسير الوصول لمصادر الطاقة، وتعزيز أطر التعاون لتحقيق الأمن الغذائي، والاستثمار في تطوير الأعمال، والبنى التحتية، ورأس المال البشري، وتعزيز التعاون لتحقيق التنمية المستدامة.

**carousel[331650,331661,331663,331662,331657,331659,331654,331651,331669,331665,331667,331656,331668,331664,331671,331652,331670,331660,331666,331658,331653,331655]**