وُلدت لعبة الفيديو "بلاي سيشن" لشركة "سوني" منذ 25 عاماً، من ‏رحم نزاع تجاري، ففي البداية لم تكن سوني اليابانية ‏العملاقة للإلكترونيات تريد الوقوع تحت ضغوط المشكلات ‏الناتجة عن إنتاج منصة لألعاب الفيديو خاصة بها‎.‎

وخططت سونى للتعاون مع شركة "ناينتيندو" التي كانت تعد ‏وقتها ملكة ألعاب الفيديو في العالم، وهي ‏الألعاب التي تستخدم أجهزة التحكم في مسار اللعبة المستقبلة ‏على شاشة تلفاز، وتعرف باسم "كونسول"، غير أن الاتفاق بين ‏الشركتين لم يُنفذ، الأمر الذي غيّر مسار تاريخ صناعة ألعاب ‏الفيديو‎.‎

وبحسب تقرير لـ"سكاي نيوز عربية" كانت جهود التعاون بين الشركتين قد بدأت باختراع ‏الأسطوانات المدمجة "سي دي - روم"، التي أدت إلى إحداث ثورة ‏في ألعاب الفيديو إلى جانب مجموعة أخرى من الصناعات‎.‎

واتفقت الشركتان اليابانيتان في عام 1988على التعاون في ‏تطوير إضافة لجهاز اللعب يعرف باسم "نظام سوبر للترفيه" ‏تابع لشركة ناينتيندو، وهو اتفاق يكفل لشركة سوني السيطرة ‏الكاملة على برامج اللعب في الأسطوانات المدمجة‎.‎

واعتقد مديرو شركة ناينتيندو أن سوني تريد تطوير موسوعات ‏أو برامج مماثلة وليس ألعاب فيديو منافسة، وذلك وفقا لما يقوله ‏المؤلف الأميركي ديفيد شيف في بحث له حول هذه الصناعة ‏بعنوان "اللعبة انتهت: كيف قامت ناينتيندو بمحو صناعة ‏أميركية، والاستيلاء على دولاراتكم واستعباد أطفالكم‎".

وفشل الاتفاق، غير أن ذروة القصة هي أن سوني قررت بجدية ‏أن تدخل نشاط ألعاب الفيديو بنفسها في منافسة مباشرة مع ‏ناينتيندو التي كانت وقتها بلا منافس‎.‎

وتم تكليف المهندس كين كوتاراجي بتنفيذ المشروع، وتم اعتباره ‏اليوم الأب الحقيقي لبلاي ستيشن‎.‎

وأطلقت هذه اللعبة أولًا في اليابان في 3 ديسمبر 1994 مع ‏ملامح كانت وقتذاك مدهشة في جهاز اللعب مع تقنيات غرافيكس ‏ثلاثية الأبعاد، وخصصت سوني ميزانية هائلة للتسويق وتخفيض ‏السعر بدرجة كبيرة‎.‎

ودشنت لعبة بلاي ستيشن في السوق الأميركي في أواخر عام ‏‏1995 بسعر 299 دولارا، وهو أرخص بكثير من جهاز اللعب ‏‏"سيغا ساتورن"، وأدى تحديث ناينتيندو للعبة إلى وضع سوني ‏تحت ضغوط ودفعتها إلى خفض السعر في العام التالي‎.‎

وساعدت القرارات الفنية التي اتخذتها سوني على الحصول على ‏ميزة في السوق، خاصة مع تقديم تقنيات غرافيكس أفضل وزيادة ‏السعة التخزينية للعبة‎.‎

وسرعان ما باعت بلاي ستيشن أكثر من 100 مليون جهاز في ‏مختلف أنحاء العالم، وحققت اللعبة نجاحا باهرا‎.‎

وتم إنتاج النسخة التالية "بلاي ستيشن 2" لمدة تزيد على عشرة ‏أعوام، وأدت في النهاية إلى تدعيم مكانة سوني كعملاق في ‏صناعة ألعاب الفيديو، غير أن ميزة "بلاي ستيشن 3" تراجعت ‏بسبب ارتفاع سعرها مقارنة بلعبة "وي" من إنتاج ناينتيندو، التي ‏كانت تتمتع بسيطرة ماهرة على الحركة، أما النسخة الرابعة من ‏بلاي ستيشن فباعت مرة أخرى أكثر من 100 مليون جهاز‎.‎

وتواجه أجهزة ألعاب الفيديو الآن أخطر تحد في مسيرتها، مع ‏احتفال شركة سوني العملاقة بمرور ربع قرن على طرح أول ‏نسخة من لعبة بلاي ستيشن‎.‎

ويرى الخبراء أن نجاح طرح بلاي ستشين 5 العام المقبل ‏مضمون تماما، ولكن في الحقيقة قد تكون هذه النسخة آخر طرح ‏من أجهزة البلاي ستيشن، ويرجع السبب في ذلك إلى أن صناعة ألعاب الفيديو تتجه إلى ‏تحول مختلف، وهو أساسا الانتقال إلى ممارسة الألعاب ليس عن ‏طريق الأجهزة وإنما من خلال شبكة الإنترنت فائقة السرعة، ‏التي يتم استقبالها على شاشات التلفاز في البيوت أو الهواتف ‏المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر‎.‎

ويقول رئيس بلاي ستيشن، جيم رايان، لموقع ‏أخبار التكنولوجيا (سي.إن.إي.تي)، معلقًا "إن عالم أجهزة ألعاب الفيديو ‏لن يختفي في غضون 3 أسابيع أو 3 سنوات، ومع ذلك فسيأتي ‏بدلا منه عالم يتراجع فيه فجأة عدد أجهزة الألعاب‎".‎