نظم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان "تحالف رصد" مساء اليوم ندوة في جامعة جنيف بعنوان " الانتهاكات الحوثية واقع مستمر-التعليم نموذجا" ، وذلك بالتعاون مع المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام في اليمن وذلك على هامش الدورة 43 لجلسات مجلس حقوق الإنسان.

وتناولت الندوة التي رأسها البروفيسور ألكساندر لامبرت، مدير برنامج الصحة والتنمية العالمي بجامعة جنيف أبرز الانتهاكات التي طالت قطاع التعليم والطفولة في اليمن.

واستعرض الدكتور خالد عبد الكريم عضو المنظمات الأوروبية المتحالفة من أجل السلام في اليمن رئيس المركز الدولي للإعلام والتنمية انتهاكات الطفولة (تجنيد الأطفال نموذجا) مشيراً إلى استهداف الحوثيين للعملية التعليمية، وقيامهم بتجنيد الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال وتعريضهم للخطر.

وأضاف أنه تُستخدم المدارس والمساجد ووسائل الإعلام لتحريض الأطفال على الالتحاق بجبهات القتال ونشر أيدلوجية الميليشيا الحوثية.

وقال الدكتور خالد "بأن نسب التجنيد العالية بين الأطفال خلال السنتين الأخيرتين أمر باعث على القلق، وكلما امتدت سنوات الحرب كلما شكل ذلك بيئة خصبة للاستقطاب والارتزاق".

وربط بين توسع رقعة البطالة وازدياد عدد الملتحقين بصفوف القتال خصوصاً وأن الحوثي يعمل على إغراء الأطفال، وغالباً ما يكون استقطاب أطفال الأسر التي تشكو ضعفاً في مستوى الدخل وارتفاع نسب البطالة وزيادة عدد الشباب بين صفوفها.

وكشف الدكتور خالد عن أرقام سجلها تحالف رصد بهذا الخصوص حيث وثق خلال العام 2019 تجنيد مليشيات الحوثي لـ (346) طفلاً في 14 محافظة يمنية، وقد كانت محافظة صنعاء من أكثر المحافظات اليمنية عدداً في تجنيد المليشيا للأطفال، حيث سُجل فيها تجنيد (101) طفلاً، تلتها محافظة ذمار بعدد (93) طفلاً مجنداً، ثم محافظة عمران بواقع (67) طفلاً، تليها محافظتي إب والمحويت بواقع (27) حالة تجنيد أطفال في كل منهما.

وبحسب الباحث، فإن المعلومات التي جمعها فريق الرصد الميداني للمنظمة توضح أن من بين العدد الإجمالي المرصود في العام 2019 قد قُتل (89) طفلاً مجنداً في المعارك، وأن (113) طفلاً لا يزالون يقاتلون في المعارك، فيما (136) طفلاً لا يعرف مصيرهم، و(8) أطفال عادوا إلى ذويهم.

فيما تناول المهندس خالد العفيف عضو المنظمات الأوروبية المتحالفة من أجل السلام في اليمن رئيس المنتدى اليمني الألماني لحقوق الإنسان الانتهاكات التي طالت المحافظات وتناول (تعز نموذجاً ) معتبراً الواقع الإنساني فيها نموذجاً واضحاً لما أحدثته الجرائم الحوثية بالمدينة التي كانت تعرف بمدينة الثقافة والسلام.

وأشار إلى منع الحوثيين دخول الغذاء والماء والدواء والمشتقات النفطية والأوكسجين المنقذ للحياة في المستشفيات ، كما منعوا وصول الغاز المنزلي وأعاقوا حركة المواطنين بشكل كبير، ما دفع الناس إلى اتخاذ الجبال والمناطق الوعرة طرقاً لتجاوز نقاط المعابر التي يسيطر عليها الحوثيون وينقلون من خلالها أهم احتياجاتهم.

وبحسب الباحث فإن 20 مستشفى تقريباً توقفت عن العمل إما جراء القصف أو بسبب عدم توفر الإمكانات بسبب الحصار. وأورد الباحث نماذج لحوادث وثقتها منظمة أطباء بلا حدود مثل قصف مستشفيات تعز من قبل الحوثيين وقنص المدنيين ومن بينهم أطفال . وعرض بعض الإحصائيات لتلك الانتهاكات التي مورست ضد المدنيين في تعز، منها 3000 حالة قتل خلال الفترة 2015 حتى 2018 منها 680 طفلاً و371 امرأة.

فيما تحدثت الدكتورة أروى الخطابي الباحثة والأكاديمية اليمنية عن تأثير الانقلاب على الحياة الاجتماعية في اليمن، متطرقة إلى تضرر الحياة المجتمعية جراء انقلاب الحوثي على التوافق الوطني والسلطة الشرعية وأن الحوثي يحاول تغيير البنية المجتمعية من خلال تمكين ونشر الفكر الطائفي وهذا ما تسبب بحدوث حرب بين المكونات المجتمعية في اليمن، لاسيما بعدما تدخلت إيران ودعمها للحوثي. كما تحدثت عن التعليم وكيف أن الحوثي يقوم بغسل أدمغة الأطفال وأدلجتهم باستغلال المجال التعليمي لتغيير البنية الفكرية للأطفال.

كما تطرقت الخطابي إلى الواقع الاقتصادي الناتج عن الانقلاب الحوثي، حيث تسبب بانهيار الوضع الاقتصادي وانتشار الفقر وارتفاع نسبة البطالة جراء عدد من الممارسات ومنها عدم تسليم المرتبات وجبي الجبايات ومصادرة الأموال والممتلكات.

وتحدثت عن قيام الحوثيين بسرقة المساعدات وإعاقة وصولها للسكان واستغلالها لدعم العمليات الحربية. كما أشارت إلى ممارسات الحوثيين المتعلقة بانتهاكات الحريات الشخصية والعامة وتضييق الحريات على النساء وممارسة العديد من الانتهاكات ضدهن.