لون وردي يكتسح بحيرات سلطنة عمان، لون سيصيب من يراه بالذهول، وسيجعله يعيد النظر فيه مرات عديدة. ستظن للوهلة الأولى أن بعض التعديلات قد أُجريت على هذه الصور، ولكن هذه ليست إلّا نتاج عجائب الطبيعة بالبلاد.

وكان المصور الفوتوغرافي، ناصر الكندي، شاهد على إحدى هذه العجائب أثناء تواجده في المنطقة الشرقية بسلطنة عمان.. وفي الوقت الذي ضرب فيه إعصار غونو الأرض، تشكلت بعض الأرخبيلات الصغيرة في المناطق التي تحيط بها الماء.

وفي حديثه مع موقع CNN بالعربية، قال الكندي: "اكتست العديد من الأخوار الجافة بالماء، وهي مناطق معزولة عن منفذ للبحر، مما أدى إلى نشوء بكتيريا وفطريات، كانت قد امتصت الأكسجين من هذه البحيرات، ليتحول لون مائها إلى الوردي".

ونتيجة لذلك، ستظن للحظات أن هذه البحيرات تبدو كلوحات فنية نسجتها المياه على قماش الأرض.

ولا يدوم هذا اللون لفترة طويلة، خاصة بعد هطول الأمطار أو وصول أمواج البحر إلى هذه البحيرات، حيث يتم تنظيف مياه البحيرات من الفطريات، لتُمد لاحقاً بالأكسجين.

وبعد معاينة المكان أكثر من مرة، أوضح المصور أن لون المياه يتغير أيضاً بحسب زاوية الشمس، مما يترتب عليه تكون بحيرات خضراء اللون أيضاً.

ومن الطبيعي أن يكون اللون الوردي هو أول ما يشد الناظر إليه.. ولكن، يكمن خلف هذا المنظر الطبيعي عناصر جمالية أخرى، كعلاقة الماء بالجفاف الشاسع الذي يكسو الأرض المحيطة.

ويأمل المصور الفوتوغرافي أن يحفز الأشخاص على زيارة هذه المواقع واستكشاف محيطها، فالجمال يكمن ببساطة هذه المواقع الممتدة من قرية رأس الحد إلى مدينة الأشخرة، في المنطقة الشرقية من سلطنة عمان.

واليوم، يسعى الكندي إلى تفريغ المزيد من وقته للسفر والكتابة والاستمرار في رصد الحياة الفطرية، لعل صوره تعمل كبصيص أمل للحفاظ على ما تبقى من مواقع في البلاد.