تحتفل العديد من دول العالم، بـ"اليوم العالمى للتليفزيون"، الذى يوافق يوم 21 من نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذى حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة نتيجة للأثر المتزايد للتليفزيون في عملية صنع القرار.
ودعت الأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء للاحتفال بهذا اليوم العالمى، نظرا للتأثير الكبير للتليفزيون ودوره فى التواصل، وليس اليوم العالمي للتليفزيون احتفاء بأداة بقدر ما هو احتفاء بالفلسفة التي تعبر عنها هذه الأداة، ويهدف إلى تشجيع التبادل العالمي للبرامج التليفزيونية مع التركيز على قضايا السلم والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التبادل الثقافى.
ويجسّد اليوم العالمي الذي تشارك المملكة دول العالم في الاحتفاء به، إبراز الدور الذي يقوم به "التلفزيون" من نشر الأخبار والمعرفة، وتوجيه الرأي العام؛ كوسيلة تلعب في إيصال المعلومة للمجتمع سواءً اقتصادية أو ثقافية أو سياسية أو اجتماعية وغيرها، مع التركيز على دعم التبادل العالمي لبرامجه في السلم والأمن والتنمية، وذلك كوسيلة إعلامية مفضلة لدى مختلف الشرائح الاجتماعية، رغم ظهور الوسائط الجديدة الإلكترونية التي تتميز بالحداثة.
انطلاق بث التلفزيون السعودي لأول مرة
جاء التلفزيون بعد الراديو حتى يصنع نقلة جديدة في حياة السعوديين، فأصبح وقت تجمع العائلة معا أمام الشاشة لمشاهدة المسلسلات أو البرامج التلفزيونية أو الاستماع إلى أغنية.
وانطلقت المملكة قبل 57 عاماً نحو مرحلة جديدة من إعلامها، إذ أعلنت الافتتاح الرسمي للتلفزيون في 9 ربيع الأول من عام 1385هـ الموافق 7 يوليو 1965م؛ وذلك في عهد الملك فيصل، فيما بدأ الانطلاق الحقيقي للتلفزيون في السعودية قبل 10 سنوات من الافتتاح الرسمي، إذ كان أول بث تلفزيوني له على مستوى الشرق الأوسط في عام 1955م، بواسطة محطة تلفزيون البعثة الأمريكية في الظهران، التي كانت تبث باللغة الإنجليزية في نطاق منطقة الظهران.
وبعد عامين أي في عام 1957 تأسس تلفزيون "أرامكو"، وامتد البث فيه من الظهران إلى الهفوف وصولاً لبعض أنحاء الخليج؛ حيث تبث هذه المحطة التي انطلقت بعد نحو 3 أشهر من إنشاء تلفزيون بغداد باللغتين العربية والإنجليزية، فيما أقر مجلس الوزراء في عام 1383هـ، مشروعاً بإنشاء التلفزيون في السعودية على مرحلتين، وهما بناء محطتين مؤقتتين في الرياض وجدة، وإنشاء نظام تلفزيوني متكامل على أسس أكثر تطوراً.
وبدأت أول إشارة بث رسمي للتلفزيون من محطتي الرياض وجدة باللونين الأبيض والأسود، في مشهد ما زال عالقاً في أذهان السعوديين قبل أكثر من نصف قرن من الزمان، في شهر ربيع الأول من عام 1385هـ، البث الرسمي للتلفزيون من محطتي الرياض وجدة، ولعل أبرز محطات التلفزيون السعودي كانت عام 1972 عندما نقلت مناسك الحج لأول مرة عبر شبكات الأقمار الصناعية إلى جموع المسلمين في شتى بقاع الأرض وقدر عدد الذين شاهدوا المناسك بنحو 700 مليون مسلم طبقاً لإحصاءات أجريت -آنذاك-.
ودخل التلفزيون السعودي مرحلة الألوان في شهر ذي الحجة عام 1394هـ؛ بمدينتيّ جدة ومكة المكرمة؛ وامتدت تلك التكنولوجيا بعد ذلك لعدة مدن، بداية من المدينة المنورة في 12 محرم 1395 ثم الطائف والباحة؛ وبالنسبة لسكان العاصمة الرياض، فاحتفلوا في الأول من شوال عام 1396هـ بعيد الفطر المبارك، مع بداية بث التلفزيون الملون في مدينتهم للمرة الأولى.
وظل بث التلفزيوني على قناة واحدة منذ بدايته إلى أن تم إطلاق القناة الثانية السعودية في عام 1403هـ، وهي قناة أنشأت من أجل المُقيمين في المملكة الناطقين باللغة الإنجليزية، أو التي تعتبر الإنجليزية لغتهم الثانية، وتبث القناة عدداً من البرامج المتنوعة والمسلسلات والأفلام وكذلك نشرات أخبار، فيما تم إيقاف بثها في عام 2017م.
ومع مرور الوقت والتقدم المعرفي والتكنولوجي وفي مواصلة التطوير جرى تنظيم هيئة الإذاعة والتلفزيون، حيث تم تحويل التلفزيون السعودي والإذاعة السعودية إلى هيئة عامة تحت اسم "هيئة الإذاعة والتلفزيون" بقرار من مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في السابع من رجب 1433هـ الموافق 29 مايو 2012م، كهيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية مستقلة واستقلال مالي وإداري، وترتبط تنظيمياً بوزير الثقافة والإعلام، ويكون مقرها الرئيس مدينة الرياض، كما تم إنشاء قنوات جديدة كان أولها القنوات الرياضية في عام 2002م تلاها قناة الإخبارية، وقناة أجيال، والقناة الاقتصادية، وكذلك القناة الثقافية، وقناة القرآن الكريم، وقناة السنة النبوية، وقناة sbc السعودية وقناة ذكريات، وبذلك بات التلفزيون السعودي من قناة واحدة وبث متقطع إلى قنوات متعددة وبث متواصل.