وجه الكاتب سليمان العريني انتقاداً لاذعاً إلى هيئة الاستثمار السعودية مؤكداً أنها على مدار 4 سنوات لم تقدم للمجتمع سوى الوعود الخيالية التي لم تفِ بها في التوطين والاستثمار الأجنبي المتميز، مرتئياً أن وزارة العمل تعيش تجربة مماثلة بإعطاء وعود خيالية في السعودة وتوطين الوظائف لن يتحقق منها شيء.

وذكر العريني أن الهيئة العامة للاستثمار وعدت في العام 2006 بالوصول إلى مصاف أكبر عشر دول في العالم في التنافسية بإستراتيجيتها 10×10، عبر إنشاء أربع مدن اقتصادية وتوفير أكثر من مليون وظيفة لأبناء وبنات المملكة، وقامت بحملة تسويقية خيالية عالمية، فماذا كانت النتيجة؟

وتأسف في مقال له اليوم بجريدة الوطن على النتائج السلبية من جراء ذلك على أمن واقتصاد المملكة، حيث "تم توظيف الملايين ولكن من غير السعوديين، وتم جلب مستثمرين أجانب بأعداد كبيرة دون قيمة مضافة ولكن بأموال سعودية، فضلاً عن تصدير مئات المليارات خارج المملكة، فيما لم تتعد المدن الاقتصادية الورق فقد كانت حلماً فهوى، متسائلاً عن سبب غياب الجهات الحكومية المنوطة عن التقييم والتنبيه والتحذير كوزارة الاقتصاد والتخطيط ووزارة التجارة ووزارة العمل ومجلس الشورى ووزارة المالية وديوان الرقابة العامة.

وفي شأن وزارة العمل، أشار العريني إلى ضرورة الحذر حتى لا تتكرر نفس أخطاء هيئة الاستثمار مع وزارة العمل في مشاريعها المتعلقة بالسعودة مثل "نطاقات" و"حافز"، مؤكداً ضرورة إخضاع ما تم تخصيصه لدعم هذه المشاريع من ميزانية الدولة بأكثر من 40 ملياراً للسنة الحالية للتقييم والفحص والرقابة الفورية والمستمرة.

ونبّه إلى عدد من السلبيات في قيام وزارة العمل بدورها المنوط بها في السعودة وتوطين الوظائف، منها عدم وجود خطة إستراتيجية وتنفيذية متكاملة للسعودة ولا توجه واضح، مع تجاهل الوزارة لقرار مجلس الوزراء القاضي بزيادة نسب السعودة (5%) سنوياً على نسبة الـ (20%)، كما أوضح أن الوزارة لا تقدم أية أرقام بخصوص نسب البطالة الحالية، ولا نسب البطالة المستهدفة خلال الأشهر القادمة، وبذلك فهي تعمل دون مؤشرات أداء!

كما ذكر أنه لا توجد أي مشاركة أو تقييم وفحص من الجهات الحكومية الأخرى مثل مجلس الشورى لمشروعات وزارة العمل، رغم أن هذا وقت التقييم والمشاركة وليس لاحقاً!

وأشار الى أن وزارة العمل تتعامل مع مشكلة البطالة على أنها نقص في التأهيل والتعليم وليس مشكلة تكلفة بدليل رصدها أكثر من (30) مليارا لتدريب وإعادة تأهيل خريجين وخريجات المملكة، متسائلاً: "هل نغلق جامعات المملكة وبرامج الابتعاث الخارجي ونعتمد على برامج التدريب لدى وزارة العمل؟ وأين ستصرف هذه المليارات ولأي غرض ولأي جهات خاصة؟".