تبرز من ملامحه عروق الماضي، ولا يخفي جبينه احتفاءه بتطور الحاضر، سميُّ "السمح"، وحي القصور، ومسكن الإمامين.
يبهرك، حي سمحان بأزقته العتيقة، بهويتها المعمارية النجدية الأصيلة التي تأخذك في رحلة عبر الزمن نحو الدرعية؛ نواة هذه الأرض، العاصمة الأولى، والشاهد الماثل على تشكُّل البدايات العظيمة.
ويؤكد الباحث في تاريخ الدرعية، منصور الشويعر، عن حي سمحان أنه يعتبر من أكبر الأحياء في الدرعية؛ كونه كان يضم قصوراً كثيرة، ولكن لم يبقَ منها سواء قصر الشعرا العائد لأسرة الشويعر، والذي يتم ترميمه ليصبح فندقاً تراثياً فاخراً.
ويضيف الشويعر لـ"أخبار24"، أن مشروع حي سمحان يهدف للحفاظ على تراث الحي، وخلق بيئة تراثية ممزوجة بعناصر حضارية تدعم الرؤية العامة للسياحة والآثار في تعزيز التنمية والتطوير للمواقع الأثرية في الدرعية.
ويذكر المؤرخون بأن الحي سمّي بهذا الإسم لكثرة نبات السمح فيه، ويشيرون إلى أن بداية الاستيطان في سمحان، كانت بعد اكتظاظ حي غصيبة المجاور، حيث انتقل الناس إلى هذا الحي، الذي كان محاطاً بأسوار تحميه من هجمات المعتدين.
وبحسب المؤرخين، فقد سكن هذا الحي الإمام محمد بن سعود وأسرته، وكذلك سكنه الإمام عبدالعزيز بن محمد، قبل انتقاله إلى حي طريف التاريخي.