بين لوحة تبث السعادة في أعين الناظرين، وأخرى تعج بـ"الطاقة الإيجابية"، وثالثة تنسج خيوط قضية اجتماعية، ورابعة تسرد واقعة تاريخية، تنوعت اللوحات التي يحتضنها مهرجان "رش فن الجداريات 2023" الذي انطلق قبل أيام بالرياض ويستمر حتى السادس من الشهر المقبل.
والمهرجان الذي تنظمه هيئة الفنون البصرية، يجري فيه الاحتفاء برسومات الفنانين السعوديين والعالميين، وذلك في مبنى قديم يتجاوز عمره أكثر من 15 عامًا اتخذته الهيئة مكاناً لينشر به هؤلاء الفنانون إبداعاتهم؛ إيماناً بأهمية فن الجداريات، وهو الرسم والكتابة على الجدران، والذي يحظى بشعبية واسعة عالميًا وبالمملكة.
"أخبار 24" التقت عدداً من الفنانين المشاركين، وكانت شاهد عيان على الإبداعات التي يضمها المهرجان واللوحات الفنية المؤثرة التي لامست الكثير من القضايا والمواضيع الاجتماعية المهمة، كما رصدت إقبال الشباب والمهتمين بهذا الفن، والذين توزعوا بين حضور الجلسات وورش العمل وبين الرسم على الجدران ولقاء الفنانين والتعرف على أبرز اللوحات الجدارية.
ويستذكر الفنان السعودي أحمد باوزير، الذي يشارك عبر لوحته "ازدهار "، أنه بدأ يمارس هذا الفن منذ الصغر، وكان متابعاً لأفلام الكرتون ومحباً لها، ولقي من أسرته كل الدعم وتدرج في حب هذه الهواية إلى أن تخصص بالفن في الجامعة.
وأضاف أنه يركز في رسوماته على نشر السعادة بين الناس، من بينها رسمته التي يظهر فيها عدد من الزهور، والتي تشير حسب رأيه إلى الطاقة الإيجابية.
ويؤكد الفنان محمد العبدالله، أن الرسامين على الجدران في كل دول العالم لا يفضلون الظهور علانية؛ وذلك ليمارسوا أعمالهم وينشروا فنهم بحرية ودون ضغوط من المجتمع والإعلام، مشيراً إلى أن التنوع بين الرسامين كبير، فمن بينهم المهندسون والمديرون والشخصيات الكبيرة بالمجتمع، ويجمعهم الشغف وحب هذه المهنة والهواية.
ومن أبرز اللوحات المشاركة بالمهرجان لوحة الفنان السعودي فؤاد الغريب، وتحمل عنوان "المستحيل ليس سعوديًا"، وتحكي تاريخ وعزم المملكة من الدرعية إلى كأس العالم 2034، ولوحة "طموحنا عنان السماء" التي تظهر الصناعة السعودية "سيارة لوسيد".
ويضم المهرجان، الذي يقام بإشراف اثنين من أبرز القيّمين الفنيين على مستوى العالم، وهما مصممة الجرافيك السعودية بسمة فلمبان، والفنان البريطاني سيدار لويسون، أكثر من 50 مشاركًا، ما بين فنانٍ، ومتحدثٍ، وخبيرٍ في عددٍ من الفنون ذات الصلة بالرسوم الجدارية، لخلق مساحة تفاعلية وتحقيق تجربة متكاملة، وإيجاد أعمال فنية مشتركة بين الفنانين المحليين والإقليميين والعالميين.
كما يتضمن فعاليات تتنوع بين لقاءات حوارية ومحاضرات فنية للتعرف على مصدر فن الجداريات، ومناقشة دور الأماكن العامة، واستكشاف مستقبل فن الجداريات، إلى جانب عدد من الورش التدريبية عن الفن ذاته، كما يتيح مشاركة الأطفال في فعالياته عبر الرسم والتلوين تحت إشراف المنظمين والمهتمين بالرسوم.