تضع كثير من الأسر السعودية، استراتيجيات تدريس الأبناء، كملف، يجد اهتماماً كبيراً منها، استناداً على الرغبة بالاستثمار في الأبناء – من الجنسين -؛ ما يقود إلى النظر للبحث عن وسائل تعليمية أكثر تطورا وحداثة.

وعلى هذا الأساس، تجد مدارس التعليم الخاص "الأهلية"، إقبالاً واسعاً من الأسر، التي تبحث عن النوعية التعليمية المناسبة للأبناء، على حساب الابتعاد عن المدارس الحكومية، التي في الغالب ما تكون تعاني من الازدحام في أعداد الطلبة بالفصول.

عبد الله الشهراني وهو معلم وولي أمر، يرى في حديثٍ له مع "أخبار24"، أن مدارس التعليم الخاص تلبي رغبات الأهالي إلى حدٍّ كبير، نظير امتلاكها أنظمةً تعليمية متطورة لا سيما العالمية منها؛ ناهيك عن أن مدارس التعليم الحكومي تعاني من كثير من المعضلات، أبرزها، ازدحام الفصول بالطلاب، وهو ما ينعكس على التحصيل العلمي للطالب.

ولا تبتعد السيدة فاطمة وهي والدة لعدد من الطلاب، عن رأي المعلم الشهراني؛ إذ تجد أن وجود 45 طالبا في مساحة واحدة، يؤدي لعدد من السلبيات، منها على سبيل المثال لا الحصر، ضعف الرقابة على المسيرة التعليمية للطالب والتي تنعكس على تدني المستوى التحصيلي، فكما هو معلوم، فإن كان الطلاب في مساحة مناسبة، يمكن أن ينعكس ذلك على تحصيله العلمي، وارتفاع حس الرقابة التعليمية في آنٍ واحد.

ولم يذهب عبد الرحمن الرويثي الذي تحدث لـ"أخبار24" في رأيه مساحةً بعيدة عما سبقه، إذ وضع معضلة التعليم الحكومي، في أن الازدحامات في الفصول الدراسية، تخلق نوعاً من الرهبة والإرباك للمعلم، وبالتالي، تكون عملية إيصال المعلومة ربما يشوبها نوع من التذبذب؛ وهذا أحد أهم الأسباب التي تدفع الأسر للمدارس الخاصة؛ على رغم من ارتفاع تكاليفها المالية.

وتجد السيدة مضاوي، التي كانت تجول في أحد المعارض الدراسية رفقة ابنتها "مزون"، والتقتها "أخبار24"، أن التزام المعلمين والمعلمات في التعليم الخاص – حسب تعبيرها -؛ بالإضافة إلى متابعة الواجبات المنزلية للطلاب ومراقبة مسيرتهم التعليمية؛ يتم مزاولته في التعليم الخاص بشكل أكبر ونطاق أوسع من التعليم الحكومي.

وفي مقابل ذلك؛ كان لا بد أن يكون الأمر على طاولة أحد المستشارين الأسريين، وهو ما دفع "أخبار24" لسؤال المستشار أحمد المحمدي عن القضية برمتها، وخرج بتفسير، أن الأسر التي تلجأ للتعليم الأهلي، تبحث عن مستوى تعليمي عالٍ للأبناء والبنات، نتيجة احترافية الكادر التعليمي في بعض تلك الجهات، بالإضافة إلى سهولة المقررات التي تعتمد بدرجة كبيرة، على اختصار المعلومة.