التنمر ظاهرة منتشرة في جميع المجتمعات، ويتعرض لها الأشخاص في الفئات العمرية المختلفة، وكما تقول اليونيسف "التنمر يحدث للجميع ويوقفه الجميع".. لكنه ينتشر بين الأطفال والمراهقين في سن الدراسة، وهو ينتج غالباً عن خلل تربوي، وللأسرة دور كبير في وقاية أبنائها من التنمر عبر تعزيز ثقتهم بأنفسهم.

التنمر بحسب منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "اليونيسف" هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة.

وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزل وتجاهل طفلٍ ما بقصد الإيذاء، أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.

مؤخراً، انتشر ما يُسمى "التنمر الإلكتروني" أو التسلط عبر الإنترنت، وبحسب وزارة الصحة يحدث هذا النوع من التنمر في صورة تهديد لفظي أو سلوكي من خلال التكنولوجيا الإلكترونية، مثل الهواتف المحمولة، أو البريد الإلكتروني، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو الرسائل النصية.

بدورها تقول الأخصائية النفسية، روان حبّال، في حديث لـ"أخبار 24" إن التنمر انتشر بشكل أكبر مؤخراً، وهو يبدأ من عمر 4 سنوات، حيث يستغل المتنمِر الشخصية ضعيفة البنية أو ضعيفة الشخصية، كما اعتبر المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية أن الأطفال المختلفين اجتماعيًا، والذين لديهم عدد أصدقاء أقل أو الذين يُنظر إليهم على أنهم أضعف؛ أكثر عرضة للتنمر.

وتفسر "حبال" حدوث التنمر بوجود خلل في تنشئة أو تربية الطفل؛ نظير عدم شعوره بالأمان والثقة أو تعرضه للعنف الأسري، أو طلاق الوالدين، ناصحةً الوالدين بمنح أبنائهم الثقة والحب والاهتمام لحمايتهم من هذه الظاهرة السلبية، كما تشدد على أن دوراً كبيراً يقع على عاتق الأسرة للحد من ظاهرة التنمر في المدارس.

بدورها تنصح وزارة الصحة الوالدين بدعم الأبناء عبر التوجيه والتشجيع المستمر، والاستماع والتحدث إليهم باستمرار، وإرشادهم لطرق حل المشكلات التي يواجهونها بين أقرانهم، وتجنب التعليقات السلبية على سلوكياتهم؛ بل إخبارهم أنهم أحسن عندما أبلغوكم بمشكلاتهم.