لأسباب مختلفة، تلجأ بعض الأسر للاستعانة بـ"المعلم الخصوصي" لتدريس أبنائهم في المنازل، لكن هل هذه الخطوة إيجابية ولها منافع على الطالب، أم أنها ترف وضياع للمال؟

وأظهر استطلاع أجرته "أخبار24" حول أسعار التدريس "الخصوصي"، أنها تتباين حسب المراحل الدراسية للطلبة، وحسب نوع المدرسة التي يدرس بها الطالب، سواء حكومية أو خاصة، حيث إن سعر الحصة الواحدة للطالب بالمدارس الخاصة يصل إلى 150 ريالا، وبالمدارس الحكومية يصل إلى 100 ريال، فيما يصل سعر التدريس الخصوصي للطالب في مرحلة التأسيس (أولى ابتدائي) إلى 2000 ريال في الشهر.

الدروس "الخصوصية" تعتبر قضية اجتماعية مثيرة للجدل، إذ وصفها بعض المواطنين الذين التقتهم "أخبار 24"، بأنها "ترف" فيما تنظر فئة أخرى للأمر من زاوية مختلفة وتعتبر أنها "ضرورة" خاصة في بعض المواد.

وأشارت إحدى السيدات إلى أن الطلاب الذين يدرسون بالمدارس العالمية بعضهم يواجه مشكلات في الدراسة باللغة الإنجليزية لذا تلجأ أسرهم لتوفير معلم خصوصي لمساعدتهم، فيما أشار أحد المواطنين إلى أهمية أن تعمل الأسر على تعزيز التعلم الذاتي لدى أبنائها الطلاب، مبيناً أن الطالب يستطيع من خلال مسح على "باركود" الوصول إلى شرح كامل للدرس يغنيه عن الاستعانة بالمدرس الخصوصي.

من جهتها، قالت الخبيرة التربوية الدكتورة منى الحمود، لـ"أخبار 24" إنه ليس من الدقة اعتبار الدروس الخصوصية "ترفاً" على نحو مطلق، أو "ضرورة" بصورة مطلقة.

وأبانت الحمود في حديثها لـ أخبار24" أن التعليم هو سلسلة مكونة من رسالة ومستقبل، والمرسل هو المعلم، وهو الأصل في عملية التعليم، ولكن قد يكون أداؤه غير جيد بسبب ضغط العمل أو مشاكل نفسية وأي خلل يؤثر في المرسل فهو يؤثر في المستقبل (الطالب).

وأضافت أنه فيما يتصل بالطلاب، فهناك فوارق فرديه بينهم؛ فالبعض لديه ضعف في مفهوم توصيل الرسالة والمقصود هنا بالرسالة المواد الدراسية، كما أن كثافة المواد المقررة قد تؤثر في مستوى الطالب، لافتة إلى أنه لمعرفة مستوى الطالب يجب أن تكون هناك عملية للتقويم والتقييم لتحديد مدى حاجة الطالب للمدرس الخصوصي.

ولفتت إلىأن صعوبة المقررات قد تكون السبب الرئيسي الذي يجعل بعض الأهالي يلجأون للدروس الخصوصية لأبنائهم، كما أن هناك أسبابا أخرى قد تغيب عن الأهل، مثل المشاكل النفسية، وكثافة الفصول الدراسية، وذلك بحسب منظمة "اليونسكو" التي ذكرت في عدد من تقاريرها أن كثافة للفصول الدراسية لما يزيد على 20 طالباً في الصف الواحد تؤثر في عملية التعليم لأن الطلاب بحاجة لعمليات أخرى خصوصاً في مرحلة التأسيس، وأن كثافة المقررات وتكرار الدروس تحبط الطالب، ما يدفع الأهالي للتعاقد مع مدرس خصوصي، كما أن نوعية بعض المقررات تدفع باتجاه الاستعانة بالمدرس الخصوصي.

وتبين الحمود، أن بعض الأهالي تذوقوا ثمرة المدرس الخصوصي بعد فترة التعليم "عن بعد" خلال الجائحة، لأن التعليم عن بعد أوجد فجوه بين الطالب والمعلم لذلك استمرت الأسر في التعامل مع المدرس الخصوصي كونه المساعد لهم، غير أن اختلاف المستوى الذهني والأكاديمي بين الأسرة والطالب، يجعلهم بحاجة إلى الاستعانة بمدرس خصوصي، لذا تؤكد أنه يجب النظر للمدرس الخصوصي حسب الاحتياج حتى لا يعتمد الطالب عليه، كون أن هذا الأمر يعود سلباً عليهم.