نشرت وزارة الصحة تقريراً يستعرض تاريخ تعامل الإنسان مع الجوائح، وكيف كان لها دور في تطور الجهاز المناعي، وكيف استفادت المناعة من الحروب التي تسببت كذلك في ظهور أمراض جديدة لم تكن موجودة في السابق.

وقال استشاريون ومتخصصون في الأوبئة، إنه لولا الجهاز المناعي لكانت البشرية تعاني من بعض الأمراض الخطيرة حتى الآن، كالجدري والطاعون، مبينين أن الجهاز المناعي يتأثر بالتغيرات التي تؤثر على مجرى الطبيعة كالحروب والجوائح المرضية ويتعلم منها.

وأضافوا أن الحروب على مدار التاريخ استخدمت فيها أسلحـة ذات مواد كيميائية جعلت الجهاز المناعي يتعامل مع شيء جديد وساهمت أيضاً في تطوره، إلا أنها حملت تأثيراً سلبياً أيضاً بجعلها الجهاز يعمل بشكل مبالغ فيه ضد مواد حميدة لاعتقاده أنها ضارة.

وأشاروا إلى أن هذه التغيرات كانت السبب في ظهور أمراض المناعة الذاتية كالربو والروماتيزم وكذلك الحساسية، وهذه الأمراض لم تكن موجودة في السابق، وكلما تطور العلم وتوسع الإنسان في التصنيع الكيميائي، ظهرت أمراض مناعية جديدة.

وأوضحوا أنه في الوقت الحالي صارت هناك أمور أخرى تؤثر على المناعة غير الحروب مع التطور الصناعي والعولمة، وظهور عوامل بيئية مثل التلوث والتدخين، بالإضافة إلى انتشار الأغذية الكيميائية والوجبات السريعة، كل تلك العوامل أثرت على الجهاز المناعي.

وعن جائحة كورونا، بين المختصون أن المشكلة تكمن في أن المرض جديد وليس لديه مناعة مكتسبة، والجهاز المناعي يحتاج وقتاً للتعامل مع أي شيء جديد يتعرف عليه لأول مرة، مؤكدين أنه مع عدم توفر لقاح للفيروس حتى الآن صار لزاماً على الجميع الوقاية من المرض.

وشددوا على ضرورة النوم الكافي؛ حيث إن الجهاز المناعي ينشط خلال النوم ويعيد ترتيب نفسه، بالإضافة للحرص على غسل اليدين وتناول الطعام الصحي والتعرض للشمس وممارسة الأنشطة الرياضية، فهذه الأمور تضمن مناعة جيدة وذات كفاءة.