يظن العديد من أبناء الجيل الحالي أن كم السنوات المهدرة من أعمارهم بفعل الأحداث الجِسام، يمكن أن تمنحهم لقب الجيل الأسوأ من حيث معاصرة الكوارث التي أثرت اقتصاديًا واجتماعيًا على العالم.

وبنظرة تاريخية متعمقة على الأحداث والكوارث التي مرت بالعالم على مدى مئات الأعوام، فإن الجيل الحالي ليس الأسوأ من حيث معاصرة الكوارث، فمواليد مطلع القرن العشرين، على سبيل المثال، قد عاصروا أحداثا سياسية كبرى مثل الحرب العالمية الأولى في الفترة من 1914 وحتى 1918، وتوابعها التي أسهمت في تغيرات اقتصادية واجتماعية شاملة في معظم بلدان العالم، خاصة بعد أن قتلت 22 مليون شخص.

الجيل نفسه لم يسلم من الجوائح المرضية، خاصة بعد أن غزت الإنفلونزا الإسبانية العالم في الفترة من 1918 وحتى 1920، لتخلف وفيات تصل إلى 50 مليون شخص حول العالم، وهو أيضًا ما أسهم بشكل رئيسي في حدوث حالة من الكساد العالمي.

ونتيجة للظروف التي مر بها العالم من حروب متتالية وصراعات عسكرية وجائحة مرضية كبرى، أصيب الاقتصاد العالمي بحالة من الكساد الشديد في الفترة من 1929 وحتى 1939، حيث أعلن انهيار البورصة في نيويورك عن أكبر كساد عرفته البشرية، والذي ظلت آثاره تطارد العديد من الاقتصادات الكبرى على مدى سنوات طويلة.

ومع انتهاء مرحلة الكساد الاقتصادي العالمي، وصلت الأوضاع السياسية في أوروبا إلى مرحلة تنذر بمزيد من الحروب والصراعات العسكرية، حيث خلّفت الحرب العالمية الثانية، التي استمرت حتى عام 1945، 60 مليون قتيل حول العالم، كما أن صراعاتها سيطرت على مساحات كبرى من العالم.

وإجمالًا، عاصر الشخص الذي وُلد عام 1900 صراعات عسكرية كبرى مثل الحروب العالمية، وكان شاهدًا أيضًا على مراحل طويلة من الكساد أثرت على العالم من الناحية الاقتصادية، بالإضافة إلى جائحة مرضية أودت بأرواح عشرات الملايين من الأشخاص.