الإبل في السعودية؛ ليست كبقية الحيوانات. هي رأس المال المُلقب بـ"عطايا الله". وهي الحاضر في كل جنبات التاريخ؛ والقصص، والشاهدة على تضحيات الرجال، لذلك لها في نفوس السعوديين من الحب، النصيب الكبير.

وهذا الكائن له تركيبة غريبة، إذ يعيش حالةً من الغيرة على صاحبه وراعيه، وحالة أخرى من الخوف والقلق عليه. ويعتاد على صوته وأهازيجه، وتتفهم الإبل لقب كل واحدة منها.

وحتى صاحبها يعامل كل واحدةً منها على قدرٍ من المحبة، والبعض منها ما أن يحضر الرجل، إلا وبادرته بالقدوم له، بانتظار بعضاً من الدلع والغنج.

ومن أبواب اهتمام الدولة بهذا الكائن التاريخي، أسست لمهرجان أسمته باسم مؤسس البلاد الملك عبد العزيز، وبلغ نسخته الثامنة على التوالي، التي حضرتها "أخبار 24" في صياهد رماح، حيث احتشد محبو الأبل من جميع مدن المملكة، للمشاركة في هذا المهرجان الكبير.

ومن بين آلاف الناس، التقت "أخبار24" عايض القحطاني، الذي تربى على حب الإبل، من حب والده وتربيته لها، الذي أبدى بعضاً من العشق المتوارث، إذ يؤكد القحطاني، أن علاقته بالإبل مكتسبة من والده الذي يعيش معها طوال العام، ويذهب خلال موسم الربيع إلى شمال المملكة بإبله، وما أن يأتي الصيف إلا ويتغير الاتجاه للجنوب، بحثاً وراء متعة إبله.

يقول عايض: "والدي يبلغ من العمر ثمانين عاماً، ومنذ صغره وهو مع الإبل يعيش معها ويرتبط بصغيرها حتى يكبر. والدي بالمناسبة لا يحضر للمدينة إلا للضرورة. ولم يلتحق يوماً بوظيفةٍ ما، واعتمد في رزقه على هذا الكائن البديع".

ويروي القحطاني لـ"أخبار24" بعضاً من القصص التي يعيشها والده مع الإبل، ويشير إلى أنها تطرب لصوته، وتشتاق إليه حال غيابه، وأن والده لا يرضى ولا يقبل معاملتها بالسوء.

ويعتبر أن محبته للإبل تختلف عن أي شكلٍ من أشكال المحبه، وتجاوز به الأمر إلى أن يرى أن حب هذا الكائن، أهم من حب "الولايف"، كنايةً عن الحب الذي يتكون بين رجل وأنثى.. وللناس فيما يعشقون مذاهب؛ كما قال الشاعر العربي بشار بن بُرد.