ركزت خطبتا الجمعة في كل من المسجد الحرام والمسجد النبوي على أهمية أن يحافظ المجتمع على أعضائه، بحيث يسود التعاون فيما بينهم بما يبعدهم عن الشذوذ والنشوز.

وقال خطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم: "إن الله جل شأنه بعث الأنبياء كلهم بإقامة الدين والألفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة كما قال في محكم كتابه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)".

وأكد الدكتور الشريم أن المجتمعات الواعية هي تلك التي تجعل من ضرورياتها حفظ منظومتها بتأليف مجموعها وضم بعضه إلى بعض، وحماية تلك المنظومة من انفراط جمعها أو نقض غزلها أو فتق خرزها، واعتبار كل انفراد خارج عن سبيل مجموعها شذوذا ونشازا.

وأضاف أن الشذوذ قد يكون بالفتاوى الفقهية التي يعرف عنها بعدها عن مسار الفقه الإسلامي أو في الهيئة واللباس كلباس الشهرة الذي يخالف به فاعله ما عليه عامة الناس حتى يصبح شاذا عن لباسهم منفردا عن هيئتهم، مشيراً إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ".

وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ احمد بن طالب، المسلمين بتقوى الله عز وجل، مؤكداً أن العصمة بالإسلام والحساب على الله تعالى، وأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.

وتابع فضيلته: "احفظوا الله يحفظكم، واسألوه يجبكم، واستعينوا بالعلي القدير، واعلموا أن الحوادث مقادير، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا.

وشدد على اتباع السنن الواضحات، وتجنب المحدثات، مؤكداً أن الاستقامة هي عين الكرامة، مستذكراً قول الله تعالى (في الحديث القدسي): "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة".