تدنت درجات الحرارة في منطقة تبوك، إلى ما دون الـ 8 درجات، مسجلة أولى موجات البرد في شتاء هذا العام، ما يُنبئ بقرب موعد تساقط الثلوج على المناطق الشمالية والشمالية الغربية من المملكة.

وتمثل درجات الحرارة الآخذة في الانخفاض، واقتراب المنخفضات القطبية شديدة البرودة، التي عادة ما تتحرك في مسار يؤثر على بلاد الشام والأردن، علامات مميزة لقرب تأثيرها على شمال المملكة.

ويترقب أهالي المنطقة وزائروها والمقيمون، تقارير الطقس في الأيام القليلة المقبلة، والتي تؤهلهم من معايشة هذه الظاهرة المناخية التي تمتاز بها المرتفعات الشمالية.

وعزا مدير فرع المركز الوطني للأرصاد بالشمالية، فرحان العنزي، الظاهرة إلى العوامل الجوية والمناخية المُحفّزة لتساقط الثلوج في جبال اللوز ومنطقتي الظهر وعلقان، وكذلك على جنوب تبوك تجاه الحرة أو ما يُعرف بجبل شيبان في بعض الأحيان.

وهناك عاملان أساسيان لتساقط الثلوج، يتمثل الأول في مدى تعمق مسار تحرك المنخفض القطبي، مع توفر رطوبة مناسبة، حيث إنه في الغالب يلامس المنطقة الشمالية الغربية، مثل منطقة علقان وجبل اللوز، موضحًا أنه قد يتعمق أكثر جنوبًا ويؤثر على جبال حسمى غرب تبوك، وقد يصل تأثيره إلى جنوب المنطقة، حيث تقع جبال الحرة.

العامل الثاني يكمن في مدى نزول خط التجمد، حيث إن المنخفضات القطبية يصاحبها هبوط مستوى التروبوز، وبالتالي هبوط مستوى طبقات الغلاف الجوي، وهو ما يمثل فرصة يبحث عنها المهتمون بالطقس، لا سيما فيما يعرف بـ "الخطوط الثلجية"، مثل خط 540 في طبقة الـ 500 mb وخط 130 في طبقة 850 mb، وهي خطوط مرسومة في خرائط الطقس تعبر عن مدى ارتفاع أو هبوط الطبقة، وبالتالي مدى تعمق المنخفض.

ويعد المقياس الحقيقي لسقوط الثلوج هو مستوى درجة حرارة الصفر المئوي، والذي يحدد نوع الهطول الذي يحدث، بحيث تكون الهطولات ثلوج قطنية، عند درجات الحرارة التي تحت الصفر المئوي، وعلى شكل حبيبات جليدية المعروفة بالسليت في المستويات المتداخلة فيها درجات الحرارة بين الصفر المئوي أو أعلى أو أقل منه، وهطول على شكل مطر على الارتفاعات التي تكون فيها درجات الحرارة أعلى من الصفر المئوي، إلى جانب ارتفاع الجبال لتكون أكثر عرضة لتلك الهطولات من غيرها، بسبب تدني درجات الحرارة فيها مع الجبهات الهوائية الباردة حيث تكون أقل من الصفر المئوي.

وترجع الهطولات الثلجية، التي تستهدف المناطق الشمالية والشمالية الغربية من المملكة دون غيرها من جبال المملكة، رغم ارتفاعاتها البسيطة مقارنة بجبال السروات، إلى وقوعها على مسار المنخفض وتعمقه.

ويشدد المركز الوطني للأرصاد، على ضرورة تحري الدقة عند نقل وتداول أي معلومة عن الطقس والملاحة، والرجوع إلى المركز لاستقصاء المعلومات التي تصدر عنه بشكل دوري وعلى مدار الساعة، لا سيما فيما يتعلق بالهطولات الثلجية.

**carousel[495750,495882,495931,495991,496043,496120,496227,496337,496401,496440,496564,496586,496640,496687,496750,496832,496887,496925,496973,497027,497133]**