احتضنت مرتفعات جنوب المملكة بطبيعتها الخلابة ومرتفعاتها الشامخة ومناظرها البديعة الساحرة وأجوائها المعتدلة، المواطنين والسياح الراغبين في التنزه والاستمتاع بالصيف بعيدًا عن الأجواء في المناطق الحارة، خاصة في ظل توقف السفر للخارج بسبب جائحة كورونا".
وأنعشت الإجراءات المتخذة جرّاء "كورونا" والصيف الاستثنائي بسببها، السياحة الداخلية بالمملكة، وحولت أماكنها السياحية خاصة مرتفعات عسير وقمم جبال أبها، إلى قبلة للسياح والمصطافين، ليستمتعوا فيها بطبيعة ساحرة وتنوع مناخي وعمق تاريخي وثقافي وفني.
وانطلقت أفواج المواطنين مع هذا الصيف ووصول درجات الحرارة إلى نحو الخمسين، إلى مرتفعات الجنوب للاستمتاع بالأجواء، حتى قاربت نسبة الإشغالات في كافة النُزل نحو 100%، خاصةً مع إطلاق الهيئة السعودية للسياحة، في وقت سابق، موسم صيف السعودية "تنفس" (25 يونيو- 30 سبتمبر 2020).
ووفقا لإحصاءات هيئة السياحة، فإن أكثر من مليون سائح زاروا عسير منذ بداية الصيف، ووصلت نسب إشغال الفنادق والشقق المفروشة في المنطقة بالإضافة إلى منطقتي الباحة وأبها 95%.
ومن أبرز الأماكن السياحية في المملكة، والتي تم إماطة اللثام عنها بعد أن نشطت بسبب تزايد السياحة الداخلية بعد أزمة "كورونا"، الدرعية قلب الرياض النابض للثقافة والتراث، وقلعة المصمك وأسواق الرياض القديمة، وحافة "نهاية العالم"، وكذلك جدة وسحرها، ووتيرة الحياة فيها وأسواقها، والتي هي بوابة مكة المكرمة بتاريخها الإسلامي العريق، وكذلك كورنيش جدة المنطقة الأشهر بها.
وحصدت الطائف وفقا لتقرير لـ"واس" نصيب الأسد من حجم السياحة الداخلية في المملكة، الأمر الذي توّجها بلقب مدينة الورد وعروس المصايف السعودية، وذلك لما تتميز به من مناخ معتدل في موسم الصيف، فضلا عن تميزها بعدد من المواقع الشهيرة، مثل قصر شبرا، و"تلفريك الهدا".
وفي المنطقة الشرقية يستمتع الزائر بإرث تاريخي واقتصادي وثقافي، فالدمام هي المدينة الرئيسة في المنطقة، وموطن المعالم الثقافية، كما أن مدينة الأحساء تشتهر بأراضيها الخضراء الخلابة المدرجة في قائمة اليونسكو، وتضم أيضًا مسجد "جواثا" الذي بُني في العام السابع الهجري، وقصر إبراهيم.
وتطرق التقرير إلى منطقة عسير في جنوب المملكة بين الجبال، حيث يستكشف الزائر خلال جولته جمال وأسرار مدينة أبها التي تعد عاصمة المنطقة، ويستمتع بالمواقع التاريخية المحلية بالإضافة إلى زيارة أعلى قمة جبلية في شبه الجزيرة العربي في متنزه السودة، الذي زُود بالعربات المعلقة "التلفريك" لتصل بزواره إلى متنزه العوص برجال ألمع حيث يوجد المتحف والمكتبة التراثية والقصور الأثرية.
ومن بين الوجهات السياحية تأتي منطقة الباحة، والتي تعد متحفاً تاريخياً مفتوحاً على قمة جبل من الصخور البيضاء، تعود لأكثر من 400 عام.
وتتنافس السواحل البحرية في منطقتي تبوك وجازان، وسواحل ينبع ورابغ والجبيل، في إبراز صورة مميزة عن السياحة في المملكة .