كشفت دراسة محلية أن 54% من مستخدمي الانترنت في المملكة من فئة المراهقين تطرقوا في أحاديثهم إلى موضوعات تعد من المحظورات في نظر المجتمع، وأن غالبية هؤلاء لديهم أكثر من حساب على شبكات التواصل الاجتماعي أو البريد الالكتروني لا يعلم عنها أحد سواهم.

وذكر مدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور خالد الحليبي خلال دورة تربوية في جدة حضرها 430 متدرب ومتدربة أن 75% من مجموع مستخدمي الفيسبوك في المملكة بين سن 15 - 29 عاما، من إجمالي 13 مليون مستخدم للانترنت.

وأوضح الحليبي بأن هناك دراسات أوضحت بأن النسبة الكبرى من الأطفال المستخدمين لشبكة الإنترنت يملكون أكثر من بريد إلكتروني دون علم أولياء أمورهم، وحتى يخفوا عنهم كل الأشياء السيئة عنهم، كما دلت دراسات أخرى على أن كثيرا من المراهقين يدخلون غرف الدردشة ويتحدثون مع غرباء للتعارف على الرغم من جهلهم بهوية من يتحدثون إليهم، وهذا يعرضهم لمخاطر حقيقية من خلال أخذ مواعيد مع الفتيات والحديث في الأمور الجنسية والحديث في المخدرات وغير ذلك من المحرمات.

وأبان خلال الأمسية التي أقيمت في جدة ضمن لإلقاء الجماهيري الأول الذي تنظمه جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي فرع منطقة مكة المكرمة تحت شعار (نحو أسرة واعية) بأن دراسة حديثة أفادت بأن المجتمع البشري سيعيش مرحلة فوضى خلال السنوات المقبلة نتيجة طغيان تكنولوجيا المعلومات على مختلف جوانب الحياة البشرية قبل أن يتوصل الإنسان إلى توازن معيشي جديد في كل البيئة المعلوماتية المستخدمة.

وأكد بأن لشبكة الإنترنت العديد من الفوائد كتدفق المعلومات ومحاكاة الإبداع والإضافة إليه وإثراء الحياة ومتابعة آخر المستجدات إلا أن لها الكثير من المخاطر لاسيما في صناعة غربة الطفل أو المراهق وعزلته ومنعه عن الحركة والنشاط واللعب الجماعي فضلاً عن استقاء الأطفال للعادات من تلك المواقع التي لا تمت إلى ديننا ولا إلى مجتمعنا بصلة، كما نبه إلى خطورة إدمان الإنترنت وإهمال كل ما يجب عليه من تواصل مع الأسرة، أو العبادة أو الدراسة إلى جانب مخاطر تلقي الأفكار المنحرفة والسماح للآخرين باختراق الخصوصية، كما حذرت الأمسية من مخاطر غياب الرقابة على استخدام الأطفال للإنترنت.

ودعا المحاضر خلال الأمسية الآباء والأمهات لتعلم كيفية استعمال الإنترنت بغرض مشاركة أبنائهم في اختيار المناسب، كما شدد على أهمية غرس التقوى وضابط العقيدة في نفوس الأبناء بالحسنى والقدوة الحسنة، ومناقشة الأبناء والتداخل معهم، ووضع الجهاز في مكان تواجد العائلة وتحديد قواعد وإرشادات ضابطة لاستخدامهم للكمبيوتر.

ونبه إلى أهمية توجيه الأبناء لاستثمار استخدام الإنترنت في أمور وأعمال مفيدة واقتراح مجموعة من المواقع المناسبة وتوجيههم بالاهتمام بالصلاة والحلق القرآنية والصحبة الصالحة والرقابة المستمرة على علاقاته وصداقاته وتكوين صداقات أسرية داخل عوالم البريد الإلكتروني ونحوه.