أصدر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمراً بقبول استقالة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء والوزراء، وتكليف كل منهم بتصريف العاجل من شؤون منصبه، لحين تشكيل الوزارة الجديدة.

جاء ذلك، بُعيد أن شن أمير دولة الكويت، في أول خطاب له، من تحت قبة مجلس الأمة؛ هجوماً كاسحاً على السلطتين التشريعية والتنفيذية، اللتين من المفترض أن تعملان لصالح الكويت وشعبها، لكنهم طبقاً لما جاء على لسانه، لم يلمسوا أي تغيير أو تصحيح للمسار، بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك، من تعانت بين السلطة التنفيذية والتشريعية، واجتمعت كملتهما على الإضرار بمصالح بلاده وشعبه.

وأكد أنه يتوجب عليهم كقيادة سياسية أن يكونوا قريبين من الجميع، ويتابعون كل ما يحدث من مجريات الأمور والأحدث، مشددا على أهمية المتابعة والمراقبة المسؤولة والمساءلة الموضوعية والمحاسبة الجادة في إطار الدستور والقانون بعيدا عن التقصير والإهمال والعبث بمصالح مواطني بلاده، وتعهد بالوعد الذي قطعه بالوفاء للوطن ومواطنيه بأن يكون مواطنا مخلصا لوطنه ولشعبه من حرص على مصالحهم والوحدة الوطنية وازدهار الوطن والثوابت الوطنية والدستورية بالإضافة لمكافحة صور الفساد وأشكاله.

واستشهد أمير الكويت على ذلك، بما حدث من تعيينات ونقل في المناصب التي لا تتفق مع أبسط معايير العدالة والإنصاف، وما حصل بشأن ملف الجنسية من تقييد للهوية الكويتية، وكذلك ما حدث في ملف العفو وما ترتب عليه من تداعيات، مستنكرا صمت السلطتين التنفيذية والتشريعية بشأن هذه الملفات وما حدث بها من عبث لذلك جاء قرارهم بوقف التعيينات والنقل والندب لأجل مسمى، كما سيتم التعامل مع الملفات الأخرى فيما بعد بما يحقق مصالح البلاد العليا.

وكان أمير الكويت أدى اليمين الدستورية أميراً للكويت، وذلك في جلسة خاصة عقدها مجلس الأمة الكويتي الأربعاء، وذلك بناء على طلب الحكومة الكويتية إعمالاً لأحكام المادة 60 من الدستور الكويتي، والتي تنص على أن يؤدي الأمير اليمين الدستورية قبل ممارسة صلاحياته في جلسة خاصة لمجلس الأمة.

وعقب اليمين الدستورية ألقى الشيخ مشعل الأحمد الجابر كلمة أبدى فيه حزنه على وفاة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، مشيدا بالإنجازات التي قدمها الراحل لوطنه وشعبه، وما سجله طول حياته من دور أبوي وإنساني بارز ومشرف، واصفا إياه بأنه شيخ التواضع والمتواضعين.

وقال الشيخ مشعل في كلمته: "لقد كان للأمير الراحل منا السمع والطاعة ولم نخالف سموه قط في القرارات والتعليمات التي أمر بها رغم عدم قناعتنا ببعضها لأن طاعته من طاعة الله"، مقدما شكره لشعب الكويت والشعوب الشقيقة والصديقة الذين قدموا العزاء في وفاة الفقيد الراحل.