اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت أن البيت الأبيض هو منطلق "الجرائم" المرتبكة بحق الجمهورية الإسلامية، لاسيما العقوبات الاقتصادية القاسية التي تفرضها واشنطن.

وقال روحاني في خطاب متلفز "العنوان الصحيح لكل الجرائم والضغوط على الشعب الإيراني العزيز هو واشنطن، مقاطعة كولومبيا، البيت الأبيض".

وتابع خلال الاجتماع الأسبوعي للجنة مكافحة فيروس كورونا المستجد "من هم داخل هذا المبنى ارتكبوا كمية من الجرائم بحق الشعب الإيراني، وكما ترون، ثمة ضغط ومشاكل كل يوم".

وأضاف "اذا أراد الناس أن يلعنوا (مصدر) الأزمات والمشاكل التي تعانيها البلاد، العنوان هو البيت الأبيض في واشنطن، لا تعطوهم عنوانا خاطئا".

واعتمد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتولى منصبه منذ العام 2016، سياسة "ضغوط قصوى" على إيران. وكانت إحدى مراحل الذروة في التوتر بين البلدين خلال الأعوام الماضية انسحاب الولايات المتحدة في 2018 بشكل أحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران.

وهدف الاتفاق الموقع بين إيران وست دول كبرى في العام 2015، الى نيل ضمانات بعدم سعي طهران لامتلاك سلاح نووي، مقابل رفع عقوبات اقتصادية مفروضة عليها منذ أعوام طويلة.

لكن واشنطن أعادت فرض عقوباتها قبل عامين، وأعلنت الأسبوع الماضي بشكل أحادي أيضا، إعادة فرض عقوبات أممية بموجب آلية "سناب باك" الخلافية، والتي تقول إنها تستند الى الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن الرقم 2231.

لكن الخطوة الأميركية الأخيرة لقيت انتقادات واسعة، اذ رأت دول عدة بينها حلفاء تقليديون لواشنطن من الموقعين على الاتفاق، أن الإجراء يفتقد للأساس القانوني، لا سيما أن واشنطن انسحبت من الاتفاق.

وأثّرت العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها على إيران بشكل سلبي على الاقتصاد المحلي، لا سيما لجهة الحد من مصدر رئيسي للإيرادات هو عائدات تصدير النفط وتراجع سعر صرف العملة المحلية (الريال) إزاء الدولار.

ووجه روحاني انتقادات الى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قائلا "السيد الذي يقدم نفسه كوزير خارجية هو (في الواقع) وزير للجرائم".

وأضاف أن الأخير "صرّح بفخر إنه حجز 70 مليار دولار من الموارد الإيرانية"، في إشارة الى منع طهران من الاستفادة من أموال لها في الخارج، إضافة الى "منع شراء الأدوية والغذاء من خلال فرض عقوبات ظالمة وغير قانونية وغير انسانية".

والأدوية والمعدات الطبية معفية من الناحية التقنية من العقوبات الأميركية، لكن العمليات المرتبطة بها غالبا ما تصطدم بعدم رغبة المصارف في إجرائها خشية التعرض لعقوبات كبيرة في الولايات المتحدة.

ويذكر أن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة مقطوعة منذ 1980، بعد نحو عام من انتصار الثورة الإسلامية.