علمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل، سفيتلانا أليكسيفيتش (72 عاما)، وهي آخر عضو كانت باقية حرة من بين أعضاء قيادة حركة معارضة متحمسة في بيلاروسيا، قد فرت من البلاد، بسبب مخاوف على سلامتها.
ويقال إن الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل في الأدب للعام 2015، غادرت البلاد على متن رحلة لشركة الطيران البيلاروسية بيلافيا إلى برلين.
وقالت المتحدثة باسم أليكسيفيتش، تاتيانا تيورينا، في تصريحات لموقع "توت.باي" الإخباري المستقل إن الكاتبة البيلاروسية سافرت للخارج لأسباب شخصية لا علاقة لها بحركة المعارضة وتنوي العودة قريبًا إلى بيلاروسيا.
ونقل عن تيورينا قولها: "لقد خططت الكاتبة لعقد اجتماعات، وحضور معرض للكتاب في السويد، وإنها ستمنح جائزة في صقلية". وأضافت تيورينا أن موعد عودة أليكسيفيتش إلى بيلاروسيا "يعتمد على كيفية تطور الأحداث هنا وعلى سلامتها".
وقال متحدث باسم الهيئة الألمانية للتبادل العلمي إن ألكسيفيتش ستكون ضيف الهيئة في ألمانيا كي تتمكن من العمل على طباعة كتاب جديد. وقد أمضت ألكسيفيتش عام 2011 في ألمانيا بناءً على دعوة مماثلة.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية أيضًا إن الكاتبة البيلاروسية ستزور ألمانيا لتلقي العلاج الطبي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشفت ألكسيفيتش أنها الوحيدة من أعضاء مجلس تنسيق المعارضة التي لم تتعرض للسجن أو النفي في الخارج.
وقالت ألكسيفيتش في بيان في ذلك الوقت: "لم يعد هناك أي من أصدقائي المتشابهين في التفكير في قاعة مجلس التنسيق. كلهم في السجن أو في الخارج".
يشار إلى أن أليكسيفيتش هي حليفة مقربة لزعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي منحتها النتائج الرسمية المثيرة للجدل المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي. ويقول أنصار تيخانوفسكايا إنها كانت الفائز الفعلي.
وفرت تيخانوفسكايا (38 عاما)، إلى ليتوانيا المجاورة العضو في الاتحاد الأوروبي بعد أيام من انتخابات 9 أغسطس وسط حملة إجراءات صارمة عنيفة للشرطة ضد أنصارها.
وتشهد بيلاروسيا احتجاجات يومية منذ الانتخابات بسبب اتهامات بتزوير التصويت، وقد اعتقلت السلطات البيلاروسية أكثر من 7 آلاف متظاهر منذ الانتخابات.
وتم تنصيب الرئيس الكسندر لوكاشينكو (66 عاما) لفترة ولاية سادسة على التوالي في احتفال سري في مينسك الأسبوع الماضي. واندلعت احتجاجات حاشدة لدى معرفة الجماهير بأمر التنصيب.
في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيلتقي زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا خلال زيارته إلى ليتوانيا، حيث تقيم تيخانوفسكايا حاليا في المنفى.
وقال ماكرون إن عملية الوساطة التي تقودها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والهادفة إلى "انتقال سلمي" تمثل "أولوية لنا قبل كل شيء".
وأضاف ماكرون بعد اجتماع مع نظيره الليتواني، جيتاناس نوسيدا، أنه من الضروري تجنب الوقوع في فخ المناورات الجيوسياسية.
وتابع الرئيس الفرنسي قائلا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أشار إلى موافقته ودعمه لهذه المبادرة"، وتوقع أن دعم موسكو "سيساعدنا في إقناع لوكاشينكو".