قال الأمير بندر بن سلطان إن القضية الفلسطينية كانت دومًا هي المحور الرئيسي في أي محادثات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر - خلال الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي الذي بدأت قناة العربية بثه، أمس (الاثنين) - أنه وخلال زيارة الملك فهد (عندما كان أميرا) عام 1978م للولايات المتحدة الأمريكية، شهدت تلك الزيارة تركيزًا من جانب الوفد السعودي على القضية الفلسطينية.
وأكد أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر تعهد للملك فهد خلال تلك الزيارة بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وإقامة مكتب لها في واشنطن، وذلك مقابل اعتراف المنظمة بقرار الأمم المتحدة الخاص بالاعتراف بحق جميع دول المنطقة في العيش بأمن وسلام.
وأضاف أنه عندما عرض الملك فهد - الذي كان وليًا للعهد حينها - ما تعهد به كارتر على رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، قال حينها الأخير: "تحررت فلسطين!"، إلا أنه فاجأ الملك فهد بطلبه الذهاب للتشاور مع باقي القادة في الكويت.
وكشف أنه - رغم محاولات الملك فهد حينها لإثنائه عن الذهاب واتخاذ قرار فوري بشأن العرض الأمريكي، خاصة مع الضغط الذي كان يتعرض له كارتر من مستشاريه الرافضين لبنود العرض - فإن ياسر عرفات لم يقدم إجابته بشأن هذا العرض إلا بعد 10 أيام من الذهاب للكويت، ليبعث برسالة إلى الملك فهد تحتوي على قائمة من 10 شروط للرئيس الأمريكي للموافقة على العرض.
وتابع: رفض الملك فهد إرسال الرد الفلسطيني على العرض الأمريكي، حيث قرر أن يبعث مع سفير واشنطن في المملكة خطابًا يؤكد فيه أن المملكة هي التي ترى أن العرض غير مناسب، مشيرًا إلى أن الملك فهد كان لا يرغب في أن يتحمل الفلسطينيون تبعات هذا الموقف.
كما ذكر أن المملكة حصلت على مبادرة جديدة من الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، إلا أن أبا عمار استقل طائرته (طائرة الأمير بندر بن سلطان) وذهب ليطلع باقي القيادات الفلسطينية، لكنه اختفى شهرًا ذهب خلاله إلى عدد من الدول، ليعود بعدما سحب الأمريكيون عرضهم.