"التليفزيون العربي يقدم.. من مسرح الجيب.. سهير البابلي ومحمود ياسين في ليلى والمجنون"، لوحة أولى في التسجيل التليفزيوني للمسرحية التي ألّفها صلاح عبدالصبور، وأخرجها عبدالرحيم الزرقاني.

يقف ياسين في ليالي العرض التي سُجلت إحداها، يقول وكأنما حمل في لسانه الطلاقة وفي قلبه حزن الأرض.. "يأتي من بعدي مَن يعطي الألفاظَ معانيها.. يأتي من بعدي مَن لا يتحدث بالأمثال.. إذ تتأبَّى أجنحة الأقوال.. أن تسكن في تابوت الرمز الميت.. يأتي من بعدي مَن يبري فاصلةَ الجملة.. يأتي من بعدي مَن يغمس مدَّاتِ الأحرف في النار.. يأتي من بعدي مَن ينعى لي نفسي.. يأتي من بعدي مَن يضع الفأسَ برأسي.. يأتي من بعدي مَن يتمنطق بالكلمة.. ويغنِّي بالسيف"!

يمكن أن تصدق أن الرجل نفسه الذي قال هذه الكلمات على لسان سعيد بطل المسرحية، يغازل أوجيني في مسرحية "الخديوي"، أو أنه من ظهر في "ليلة مصرع غيفارا"، و"وطني عكا"، و"وا قدساه"، وغيرها.

وربما ستصدق أن الرجل نفسه، كان الراوي والمعلق في الفيلم العالمي "الرسالة"، لكنك إن تغيرت وجهتك عن الفصحى ستجد أنك أمام شخص آخر.