في كل عام خلال موسم الأمطار التي تهطل على المملكة ومنطقة الخليج، يُخرج جميع أبناء المنطقة من البدو، وذلك مصدر فخر لهم، أدواتهم للبحث عن "الفقع"، أو كما تسميه العوالم الأخرى، بـ"الكمأ".
ولأبناء المنطقة ممن تم وصفهم بـ"البدو"، قصص رأس حربتها، عملية البحث عن هذا الفطر الأرضي، فتلك – أي عمليات البحث – على الدوام ما تكون مصحوبة، بالأُنس، والمرح، ولها حالتها الخاصة، باعتبارها تأتي كل عام، لارتباطها بموسم الأمطار وفصل الشتاء.
وما أعاد الصورة الشتوية الاعتيادية للمشهد، هو قيام "مركز شري" التابع لمنطقة القصيم، باستعداداته، لإطلاق مهرجان الفقع في نسخته الثالثة.
وللعديد من أبناء المملكة أساليبهم في التعامل مع "الفقع"؛ إذ يحرص البعض منهم على جمعه لأهل بيتهم والأحباب، إنما يتعامل مع البعض الآخر، كمصدر دخل يعود بأرباح لا بأس بها.
ومن أفخم أنواع "الفقع" في المملكة والخليج، ما يعرف بـ"الزبيدي"، وهو كبير الحجم وذو لون أبيض، وبلا قشور، وهذا يعد الأغلى سعراً في أسواق البيع، و"الهوبر"، وبالإضافة إلى النوع "الخلاسي".
وما يميز الفقع، هو ارتباط نشأته بنباتات أخرى، كعشبة "الرقروق"، والتي بالضرورة، انتشار الفقع إلى جانبها في قاع الأرض، ليخرج مشكلاً تشققات أرضية، يفهمها الباحث عنه.
وتتفاوت طرق طبخ الفقع لدى السعوديين؛ فهناك مَن يحرص أن يقدمه مع الوجبة الرئيسية "الكبسة"، وآخرون يفضّلون تناوله مع زبدة الأغنام، كلٌ حسب ذائقته.
وينبت الفقع بتأثير هطول أمطار ما يعرف بـ"الوسم"، المؤقتة بدايته من 16 أكتوبر حتى 6 ديسمبر؛ حتى دخول "المربعانية".
وثبت أن الفقع لا ينبت إلا بعد تعاقب وغزارة أمطار الوسم وارتواء الأرض؛ لذا وصف الأجداد الفقع وبعض الفطريات بـ"فستق الأرض"؛ وهذا يعني لديهم "زيادة الارتواء"، لذا وصفوه أيضًا بـ"نبات الرعد"؛ كنايةً عن كثرة الفقع عقب غزارة أمطار الوسم الرعدية.