يُعد "العرفج" من أشهر أنواع الأشجار الصحراوية المعمرة المهمة وعنصرًا أساسيًا للغطاء النباتي، ويحتل مكانة مهمة في التراث والثقافة العربية القديمة، ويظهر في الأمثال الشعبية والأشعار، وتوارث العرب عنه قصصاً وحكايات كثيرة، إضافة إلى أن له عدداً من الاستخدامات الطبية.

 يقول حسان بن ثابت:

تَرَى الْعَرْفَجَ الْعَامِيَّ تَذْرِي أُصُولَهُ

مَنَاسِمُ أَخْفَافِ الْمَطِيِّ الرَّوَاتِك

وقيل فيه أيضاً:

وإذا الرياح تروحت بعشبة

رتك النعام إلى كثير العرفج

و"العرفج" كثير التفرع، وله سيقان خشبية، تتحمل الظروف الصحراوية القاسية، ويعد من أفضل نباتات الرعي المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، حيث يحتوي على نحو 20% من الألياف الغذائيّة، و20% من البروتينات.

ويكثر شجر العرفج في منطقة "الشعاف" الفاصلة بين النفود والحجرة جنوب محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، ويتميز بشكله الجميل شعاعي الزهر، يتحمل قلة الماء وظروف الحرارة العالية.

ويعد موطن "العرفج" الأصلي شبه الجزيرة العربية واسمه العلمي "Rhanterium epapposum"، وهو شجيرة قصيرة ذات شكل مستدير منتظم تنمو لارتفاع 40 - 80 سم، والأفرع بيضاء فضية، والأوراق متبادلة صغيرة رمحية الشكل، وأزهاره شعاعية صفراء صغيرة، وتحوي الثمرة الواحدة منها بين ست وثماني بذور.

وتنتشر ثمار العرفج بواسطة الرياح، وتبقى البذور كامنة في التربة حتى تحين الظروف المثلى للإنبات والنمو، لتنمو في التربة الطمية الرملية والتربة ذات المحتوى العالي من الحصى، وذات المقاومة العالية للملوحة، ما يشير إلى أن هذا النبات ذو درجة عالية من التأقلم مع ظروف الصحراء القاسية.

ويذكر عدد من المختصين، أن العرفج مناسب لإعادة تأهيل الغطاء النباتي الطبيعي، فهو نبات قيم سريع الانتشار في المساحات المفتوحة، ومثبت لحواف المجاري المائية ومعزز للنظام البيئي، ويمكن استخدامه بوصفه مغطياً للتربة وللزراعة في مجموعات، وفي المساحات الطبيعية يتكاثر ذاتياً بواسطة البذور.

**carousel[2274037,2274038,2274039,2274040]**