بات مروّجو المخدرات في السعودية؛ أقرب لمقصلة الأمن السعودي، الذي أخذ على عاتقه فكرة إيقاف تنامي انتشار المخدرات؛ وقطع وعداً، بشن حرب لا تُبقي ولا تَذَر، على كلّ من تُسوِّل له نفسه، الدخول لهذه الدوائر، سواء من باب التعاطي، أو الترويج.

فمنذ عامٍ ونيّف، لم تتوقف الآلة الأمنية السعودية، عن مجابهة الخطر الخفي، الكامن في تهريب المخدرات وانتشارها، لا سيما الأنواع المؤدية منها للهلوسة والخروج عن الطبيعة، كـ"الشبو، والحشيش، والأقراص المخدرة، وحبوب الأمفيتامين والكبتاجون".

وصاحب تلك الجهود، أمر لافت، تركز حول تسليط الضوء، على الكشف عن جرائم مرتكبة من قِبل أشخاص، من مدمني آفة المخدرات، ممن خرجوا عن نسق الإنسان وطبيعته البشرية، ليصل به الحال، إلى ارتكاب جرائم، صادمة، كمن يندفع لقتل والدته بحرقها عبر سكب مادة وقود، أو والده، أو أسرته، أو كمن أشعل النار في صديقه، وذلك كما حدث في عدد من الحوادث الشنيعة ببعض المدن السعودية.

وتزامن ذلك مع إطلاق حملات ممنهجة إلى حدٍ كبير، ترمي إلى توعية المجتمع من هذا الخطر، الذي يدفع متعاطيه للانسلاخ عن الإنسانية والطبيعة البشرية، ليتحول إلى وحش كاسر.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن برامج عديدة، انخرط بها آلاف من رجال الأمن من الجنسين، للتدريب على حزمة من الأمور، أبرزها مواجهة المتعاطي، والأهم من ذلك تجفيف منابع التهريب.

ومن هذا المنطلق، خلق الأمن السعودي عدداً من أرضيات التعاون الأمني مع عديد من دول الجوار، لتبادل المعلومات والخبرات على حدٍ سواء، في مواجهة آفة المخدرات القاتلة.

وتستغل الجهات المكافِحة للمخدرات، منصات التواصل الاجتماعي لتمرير رسائلها التوعوية، وينشط في منصات التواصل الاجتماعي في المملكة، لا سيما منصة "إكس" وسم فعّال، تحت عنوان "الحرب على المخدرات"، في تأكيد واضح على عزم الدولة من خلال أجهزتها الأمنية، القضاء على هذه الآفة ومصادر تهريبها وتمويلها.

وتُشكل المملكة واحدةً من أهم دول الخليج المستهدفة في المخدرات، لا سيما "حبوب الكبتاجون والشبو"، التي يمارس تجارتها بعض من مصنعي المخدرات في سوريا ولبنان على وجه الخصوص، لتحولها لتجارة مربحة تدر مئات ملايين الدولارات.

لكن تلك الحملات التي تستهدف المملكة والخليج، تُقابل بإرادة رسمية من الدولة، بضرورة القضاء عليها وعلى وجودها في الداخل، وتجفيف منابع التمويل، في خطوة من خطوات حماية المجتمع، الذي يتجاوز فيه عنصر الشباب، أكثر من النصف.

ويبدو أن الكثير من مروجي المخدرات قد فهموا الرسالة، حتى وإنْ كان ذلك متأخراً، ويبقى البعض الآخر الذي لا يزال يحاول التملص من العدالة، بانتظار موعده مع تلك المقصلة الأمنية، التي لا ترحم الباحثين وراء شهوة المال، على حساب أمن شباب البلاد، الذين يُعَدُّونَ قوته وعماده.