برأت الهيئة الصحية الشرعية في عسير الطبيب الوافد الذي كان قد اتهم بارتكاب خطأ طبي أدى إلى فصل رأس مولودة عن جسدها، والتي لا تزال في ثلاجة الموتى بمستشفى شرورة العام، فيما أوصت الهيئة بعدم التجديد للطبيب نفسه، والذي يعمل اختصاصيًا للنساء والتوليد في مستشفى شرورة العام، لأنه لم يقم بشرح ما حدث للجنين من انفصال الرأس عن الجسد اثناء عملية الاجهاض المتعسرة لذوي الجنين المتوفى وهو ما يتنافى مع اخلاقيات المهنة.

كما قررت الهيئة اخلاء سبيل من تعامل مع الحالة من الاطباء والفنيين في المستشفى من الحقين العام والخاص لان تعاملهم كان متفقا مع الاصول الطبية المتعارف عليها. ومنحت طرفي القضية حق الاعتراض او التظلم من القرار امام ديوان المظالم بالرياض خلال 60 يوما من تاريخ ابلاغهم خطيا.

وكان والد الطفلة صالح عبدالله البريكي تسلم امس الحكم من الهيئة الشرعية في قضية مولودته (فاطمة) التي لا تزال في ثلاجة الموتى بمستشفى شرورة العام والمتضمن صرف النظر عن دعوى والد الطفلة في المطالبة بالحق الخاص لعدم ثبوت دعواه حيث لم يكن هناك خطأ مهني أدى إلى انفصال رأس الجنين عن بقية الجسم.

وجاء في القرار إخلاء سبيل بقية من تعامل مع الحالة من الأطباء والفنيين بمستشفى شرورة العام من الحقين الخاص والعام وهم طبيبة سودانية وممرضتان فلبينيتان بالإضافة إلى طبيب الأطفال لأن تعاملهم كان متفقا مع الأصول الطبية المتعارف عليها، كما تضمن قرار الهيئة الشرعية بعسير أن الأطباء الاستشاريين أعضاء الهيئة الصحية الشرعية اطلعوا على كامل أوراق ملف القضية وعلى تقرير لجنة التحقيق الأولية وكذلك على تقرير اللجنة الطبية المكونة من اثنين من استشاري النساء والولادة بمستشفى أبها العام والتي تم تكليفهما من الهيئة الصحية الشرعية لدرأسة ملف القضية وانه بعد الاستماع لأقوال المدعي والمدعى عليهم وفي حضور استشاري النساء والولادة الذي تم استدعاؤه من مستشفى أبها العام للاستئناس برأيه في هذه القضية تبين لهم أنه وعلى حسب العمر الرحمي للجنين ووزنه المذكور في الملف (500) جم يعتبر إسقاطا وليس ولادة مبكرة.

كما أنه لا يوجد أي خطأ طبي إجرائي في تعامل الطاقم الطبي مع المريضة لأن الولادة كانت بالمقعدة وعمر الجنين الرحمي أقل من 25 أسبوعا ووزنه 500جم مما برر للأطباء السماح بالولادة المهبلية وبالنسبة لانحباس الرأس في مثل هذه الحالات فهو متوقع نظرا لكبر حجم الرأس مقارنة بالجسم كما أن حدوث النزيف بعد ولادة الجسم يبرر بالسماح للطبيب بالشد على الجسم لإخراج الرأس والمشيمة لأن التأخير يؤدي إلى خطورة على حياة الأم وقد قام الطبيب بتدوين ما حدث في ملف المريضة ولكن يؤخذ عليه أنه لم يقم بالشرح والإيضاح لذوي الجنين المجهض ما حدث بالتفصيل.

من جانبه أبدى المستشار القانوني حسن بن جمعان الزهراني المترافع في هذه القضية عدم قناعته بالحكم جملة وتفصيلًا وانه سيتقدم خلال الأيام القادمة إلى المحكمة الإدارية بلائحة اعتراض يطلب فيها نقض الحكم الصادر من الهيئة الشرعية بعسير حيث ان هناك مدة ستين يوما يجب أن يتقدم خلال هذه الفترة باعتراضه على الحكم. والد الطفلة صالح البريكي قال: سوف تظل مولدتي في ثلاجة الموتى بمستشفى شرورة العام حتى يعود لي حقي من المتعاملين مع الحالة. وتعود تفاصيل القضية عندما اكتشف الأب البريكي أن رأس مولودته مقطوع وتمت إعادته إلى الرأس عن طريق الخياطة وذلك في مغسلة الأموات بشرورة وهو الأمر الذي تقدم على ضوئه بتقديم شكوى إلى شرطة شرورة في حينها وإعادة المولودة إلى ثلاجة الموتى بمستشفى شرورة العام.