بين ألواح الخشب وأقلام الفحم، وخيزرانة المعلم، كانت رحلة الأجداد في تعلم القراءة والكتابة في الزمن الماضي الجميل، عبر ما يسمى بـ"الكتاتيب"، التي كانت معروفة قديماً ويشتهر وجودها في الأحياء العتيقة.
وخلال تلك الحقبة التاريخية، كان التعليم يتم بشكل فيه من البساطة الشيء الكثير، إذ يجمع أولياء الأمور أبناءهم لتلقي التعليم، ليشكلوا حلقةً، ويمسك كل طالب لوحاً من الخشب، يعتبر هو لوح الكتابة، متجاوزين رحلة التعليم المحفوفة بالصعوبة، والعقبات، للحصول على أكبر قدر من التحصيل العلمي.
"أخبار24" التقت المطوع ناصر الخرعان، ولقب المطوع أي "المعلم"، حيث أكد أن التعليم في السابق، كان يسير بأدوات بسيطة، إن لم تكن بدائية، ويحرص المطوع على تعليم الأحرف الهجائية للطلاب، بالإضافة إلى القرآن الكريم.
وبحسب الخرعان، فإن المعلم يأخذ من الطلاب ما يسمى بـ"الكروة"، وهي عبارة عن بعض من التمر والقهوة، كثمن لتدريسه الطلاب، في فصول دراسية لا يتجاوز من فيها 10 طلاب.
يقول الخرعان: "لا بد أن يكون هناك عقاب للطلاب في بعض الأحيان، وكان ذلك العقاب يتم بـ(الفلكة)، التي يربط من خلالها قدما الطالب، ويضرب ضرباً خفيفاً بالعصا، حتى إذا جاء في اليوم التالي، يكون قد حفظ درسه، وتعلم المطلوب منه تعلمه".
ومن تلك الفصول "الكتاتيب"، خرج الآباء والأجداد، منهم من قضى نحبه، ومنهم من كان تعليمه بهذا الأسلوب، وسيلةً لعملٍ أو بحثٍ عن رزق، إلى أن انتقل الحال مما كان عليه، وأصبح كما هو عليه في الوقت الراهن.