في ثامن نسخ بطولة كأس أمم آسيا، استضافت سنغافورة منافساتها، التي أقيمت خلال الفترة من 1 إلى 16 ديسمبر 1984، على ملعب واحد هو الملعب الوطني في مدينة كالانغ، والذي يتسع لـ 55 ألف متفرج، بمشاركة الأخضر السعودي، الذي حقق إعجازاً كروياً.

وشاركت في هذه النسخة 10 منتخبات، حضر من بينها الأخضر السعودي لأول مرة بعد تأهله من التصفيات، وكان في المجموعة الثانية بجانب كوريا الجنوبية وسوريا وقطر وحامل اللقب الكويت، أما المجموعة الثانية فضمت سنغافورة المضيف والصين وإيران والإمارات والهند.

وبعد إخفاق المدرب البرازيلي ماريو زاغالو، في تقديم نتائج جيدة في بطولة الخليج السابعة في مسقط، قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم إقالته، واستدعاء المدرب خليل الزياني ليكمل المهمة.

المدرب الوطني الشاب، حقق إنجازين قبل أشهر من البطولة، الأول التتويج بالدوري مع الاتفاق لأول مرة في تاريخه، وبعدها مباشرة التتويج بالبطولة العربية كأول ناد سعودي يحقق اللقب.

أما الإنجاز الأكبر، فكان قيادته للأخضر الأولمبي لتحقيق أول إنجاز في تاريخ الكرة السعودية، وهو التأهل لأولمبياد لوس أنجلوس 1984، ومن نفس ملعب بطولة آسيا والذي يستضيف النسخة الثامنة.

المنتخب السعودي سجل نتائج مميزة في دور المجموعات قادته لصدارة مجموعته، بعد تعادله مع كوريا 1/1، ثم الفوز على سوريا 0/1، وبعدها التعادل مع قطر 1/1 وفي اللقاء الأهم في هذا الدور، حسم محيسن الجمعان تأهل الأخضر للدور نصف النهائي بهدفه على حامل اللقب الكويت، في إنجاز مميز من المشاركة الأولى، فيما تأهلت الصين وإيران من المجموعة الثانية.

وفي الدور نصف النهائي، دخلت السعودية في مواجهة قوية وصعبة أمام إيران المتمرس في البطولة وصاحب اللقب ثلاث مرات متتالية من قبل، وكل الترشيحات توقعت أن هذه المباراة هي آخر حدود الأخضر في المنافسة، وتقدمت إيران بهدف إلى آخر دقيقة من الشوط الثاني.

لكن إصرار نجوم الأخضر السعودي جلب هدف التعادل عن طريق المدافع الإيراني شاهر بياني بالخطأ في مرماه، وامتدت بعدها المباراة للوقت الإضافي وركلات الترجيح، التي ابتسمت للسعودية، وتأهلت لنهائي البطولة في مفاجأة مدوية لمواجهة الصين بعد فوزها على الكويت 0/1.

في المباراة النهائية، قدم خليل الزياني ونجومه أداء كبيرا وبرغبة عالية، افتتح من خلالها شايع النفيسة أول أهداف المباراة للأخضر بشكل مبكر في الدقيقة العاشرة، وهو الآخر زاد من عزيمة اللاعبين على التعزيز، ليسجل ماجد عبدالله الهدف الثاني التاريخي، الذي أكد على تتويج الأخضر باللقب، في إنجاز إعجازي لا يُنسى، تسيد فيه المنتخب قارة آسيا من أول مشاركة له في تاريخه.

**carousel[2582473,2582466,2582468,2582471,2582470,2582469,2582463,2582472,2582465,2582467,2582464]**