بحثت المملكة، ممثلةً بصندوق تنمية الموارد البشرية، مع وفد بحريني، رحلة تحول الصندوق خلال السنوات الماضية، وتحديدًا في إستراتيجيته، وما تشمله من مبادرات ومشاريع وبرامج قائمة حاليًا.
وجمع لقاء مدير صندوق تنمية الموارد البشرية، تركي بن عبدالله الجعويني، والرئيس التنفيذي لصندوق العمل البحريني "تمكين" مها عبدالحميد مفيز والوفد المرافق لها من مملكة البحرين؛ بحضور عدد من قيادات الصندوق.
وأكد "الجعويني" تطلعه إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الجانبين في مجال تنمية رأس المال البشري؛ وتطوير المهارات والقدرات البشرية، بما ينعكس على نماء وازدهار سوق العمل في كلا البلدين الشقيقين.
وتناول إستراتيجية الصندوق التي أطلقها عام 2022؛ وما نتج عنها من تحول شامل للصندوق والتركيز على برامج الإرشاد والتدريب والتمكين، الذي حقق أثرًا في مساهمة الصندوق في تنامي معدل التوظيف في القطاع الخاص الذي يسهم في تحقيق غاياته حسب الإستراتيجية المعتمدة.
ومرت إستراتيجية الصندوق برحلة تطوير ومحطات متعددة، إذ بدأت بتقييم الوضع الراهن وتحليل البيئة الداخلية والخارجية، ومعرفة مستويات رضا المستفيدين؛ والأخذ بمرئيات ومقترحات الشركاء الإستراتيجيين؛ لتحقيق 3 غايات رئيسية، تتمثل في دعم تطوير الموارد البشرية بما يتناسب مع الاحتياجات الحالية، ورفع كفاءة المواءمة بين العرض والطلب للوظائف، وتمكين استدامة التوظيف.
وأخذت الإستراتيجية في الاعتبار ضرورة إعادة تصميم البرامج لتصبح 8 برامج رئيسية، تحتوي على منتجات مصممة لتلبية احتياجات المستفيدين، والوصول لتجربة مستفيد شاملة، إضافة لجعل الصندوق ممكناً رقمياً من خلال التحول الرقمي، وبناء المرصد الوطني ليكون المصدر الرئيسي والموثوق لبيانات ومرئيات سوق العمل في المملكة، وتحقيق نمو مستدامٍ من خلال البحوث والتدخلات السلوكية.
وأشار إلى أن أثر الإستراتيجية يمكن لمسه في دعم تنمية رأس المال البشري، واستدامة التوظيف، وتحفيز القطاع الخاص على التوطين، تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة، وتماشيًا مع رؤية بلادنا الغالية، منوهًا بالشراكة مع القطاعات التنموية وحرص الصندوق على تطويرها وتعزيزها، من خلال تلبية تطلعات واحتياجات القطاع الخاص لتمكينه من القيام بدوره في التوطين وضمان تحسين أدائه وإنتاجيته، بما يحقق مستهدفات التنمية الاقتصادية الراهنة.
ولفت النظر إلى أن الصندوق قد قطع شوطا كبيرا في إستراتيجيته في جانب التحول الرقمي، مستشهدًا في إطلاق المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف "جدارات"، التي تسهم في توظيف المواطنين في القطاعين العام والخاص.
من جانبها، أكدت الرئيس التنفيذي للصندوق البحريني، أن هذه الزيارة تأتي انطلاقًا من حرص تمكين على الاطلاع على أبرز التجارب العالمية، والتعرف على قصص النجاح في مجال تنمية رأس المال البشري، ومراجعة أبرز المستجدات المتعلقة بهذا الشأن، بما يسهم في إثراء تجربة "تمكين" في تقديم مختلف أشكال الدعم للكوادر الوطنية بما يدعم تعزيز فرصها في التوظيف والتطور الوظيفي.
وذكرت أن هذه الجهود تتكامل مع حلول الدعم التي تقدمها في سبيل تطوير مهارات الكوادر الوطنية ونمو القطاع الخاص، مشيدة بالمخرجات الإيجابية لهذه الزيارة، وما حظي به الاجتماع من توصيات ومقترحات تصب في مصلحة سوق العمل في كلا البلدين الشقيقين.