تولى الإيطالي "روبيرتو مانشيني" مهمة تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، خلفاً للفرنسي هيرفي رينارد، الذي رحل عن تدريب الأخضر عقب فترة مميزة نجح من خلالها في بناء تشكيلة قوية شاركت في كأس العالم قطر 2022، وحققت فوزاً تاريخياً على منتخب الأرجنتين في أول مباراة بالبطولة، غير أن الحظ لم يحالفه وودع المونديال من مرحلة المجموعات.
ويملك المدرب الإيطالي، مسيرة تدريبية حافلة بالنجاحات والإنجازات، ومن أبرز محطاته التدريبية قيادة "إنتر ميلان" و"لاتسيو" الإيطاليين، ومن بعدهما "مانشستر سيتي" الإنجليزي، حيث حقق خلال مسيرته 14 بطولة مع الأندية والمنتخبات، إذ توج بالدوري الإيطالي ثلاث مرات رفقة "إنتر ميلان"، وأربع مرات في كأس إيطاليا، ومرتين في كأس السوبر الإيطالي والدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد وكأس الدرع الخيرية مع "مانشستر سيتي"، وكأس تركيا مع "غالاتا سراي".
وآخر تجاربه كانت مع المنتخب الإيطالي الذي تولى قيادته في 61 مباراة، حقق الفوز في 39 وتعادل في 13 وتلقى تسع هزائم، وتوج معهم بكأس الأمم الأوروبية "اليورو 2020"، بعد بطولة مميزة خطف خلالها اللقب أمام إنجلترا بركلات الترجيح في النهائي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منتخب.
ويعتبر مانشيني أول تجربة إيطالية في تاريخ المنتخب السعودي على رغم تعاقب المدارس الأوروبية على منصب المدير الفني للأخضر، إذ يراهن المسؤولون في الوقت الحالي على قيادته للأخضر نحو تحقيق البطولات، طبقاً لما تحمله مسيرته من إنجازات وضعته ضمن أحد أفضل المدربين في كرة القدم حالياً.
ويرغب الإيطالي في تحقيق إنجازات مع الأخضر، إذ قال يوم تقديمه مدرباً للمنتخب السعودي: "صنعت التاريخ في أوروبا والآن جئت لصناعة التاريخ في السعودية"، مشيراً إلى سعيه لخوض تحد ناجح وتجربة مميزة مع الأخضر.
وبدأ مانشيني مشواره مع المنتخب السعودي بالتحضير لخوض منافسات "كأس الأمم الآسيوية 2023"، في العاصمة القطرية الدوحة، وخاض عددا من المباريات التجريبية على ثلاث مراحل إعدادية قبل أن يخوض جولتين في تصفيات كأس العالم 2026 حقق فيهما الفوز.
وإجمالا قاد مانشيني الأخضر، في 9 مباريات، البداية كانت بمواجهة منتخب كوستاريكا وديًا ولكن خسر الأخضر بثلاثية مقابل هدف، ثم خسر الودية التالية أمام كوريا الجنوبية بهدف نظيف، ثم تعادل أمام نيجيريا بهدفين لكل منتخب، قبل أن يخسر من مالي بثلاثية مقابل هدف.
وهي النتائج التي كانت مُقلقة ولكن سرعان ما استعاد الأخضر التوازن مع مانشيني، وفاز برباعية نظيفة على باكستان، وبثنائية نظيفة على الأردن في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
واختتم الأخضر تحضيراته للمشاركة في كأس أمم آسيا 2023 بمعسكر في العاصمة القطرية الدوحة خاض خلاله ثلاث وديات؛ إذ فاز بهدف نظيف أمام لبنان وتعادل سلبيًا أمام فلسطين وفاز بثنائية نظيفة أمام هونغ كونغ.
ويقع المنتخب السعودي في المجموعة السادسة بكأس آسيا، مع كل من منتخبات تايلاند وعمان وقيرغيزستان، ويسعى المدرب الإيطالي في الظهور الأول بقوة والسعي إلى تحقيق إنجاز غاب منذ نسخة 1996 عندما توج بثالث ألقابه وقتها تحت قيادة البرتغالي فينغادا.
وبعد "كأس آسيا" ينتظر مانشيني، تحدي التأهل إلى كأس العالم 2026، ولكأس آسيا 2027، حيث يلعب الأخضر في المجموعة السابعة، إلى جانب الأردن وطاجكستان وكمبوديا وباكستان، حيث تم استحداث نظام التأهل بعد توسعة نهائيات كأس العالم 2026 إلى 48 منتخباً.
وبذلك سيكون مانشيني أمام تحديات كبيرة في مهمته مع الأخضر، وهي بطولة "كأس آسيا"، ومشوار التأهل إلى كأس العالم 2026 الذي سيقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
تاريخياً تعاقب على المنتخب السعودي الكثير من المدربين الأجانب طوال تاريخه، أبرزهم كارلو ألبرتو بيريرا الذي تولى المهمة في مناسبتين، وماريو زاغالو وفرانك ريكارد وماركوس باكيتا وجوزيه بيسيرو وبيرت فان مارفيك وخوان أنطونيو بيتزي، وهيرفي رينارد، وحالياً الإيطالي روبرتو مانشيني.
ويُعَدّ تتويج المنتخب السعودي بكأس الأمم الآسيوية ثلاث مرات الإنجاز الأبرز في مشوار الأخضر، إذ كان أول لقب بقيادة محلية من طريق خليل الزياني في نسخة 1984، وحضر العنصر الأجنبي في ما بعد بتحقيق بطولتَيْ 1988 و1996، حيث نجح البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا في التتويج بكأس آسيا عام 1988، فيما جاء اللقب الثالث من طريق البرتغالي نيلو فينغادا في نسخة 1996.
تُرى هل سينجح المدرب الإيطالي في إعادة الأمجاد للأخضر السعودي باعتلاء عرش آسيا بتحقيق اللقب الرابع في كأس آسيا، وتحقيق إنجاز شخصي آخر له "الجمع بين بطولتين قاريتين" كأس أوروبا مع إيطاليا وكأس آسيا مع السعودية ؟.
**carousel[2944386,2944381,2944383,2944380,2944379,2944382,2944385,2944384]**