منذ بداية ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، في نهاية عام 2019، وبداية 2020، وأصابع الاتهام تتجه نحو الصين، باعتبارها منشأ للفيروس بانتقاله من سوق للحيوانات الأليفة في مدينة ووهان الصينية.

إلا أن العملاق الصيني دافع عن نفسه بالسماح تارة لمنظمة الصحة العالمية بالتفتيش وبالتصريحات الإعلامية المضادة تارة أخرى، واليوم تتجدد المخاوف بشأن منشأ كورونا بعدما حذفت الصين العديد من الملفات تتصل بالأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، فما السلوكيات التي أثارت الشكوك حول الصين؟

1- في مختبر ووهان لدراسة الفيروسات

كشفت صحيفة الديلي ميل البريطانية، عن حذف الصين معلومات مهمة من مختبر علمي في ووهان لدراسة الفيروسات، يتصل بعضها بالأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر.

وقالت الصحيفة البريطانية إن "معهد الأمراض المعدية في ووهان نشر تفاصيل 300 دراسة عن الفيروسات، بعضها يتعلق بالأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، على الموقع الإلكتروني للمؤسسة الوطنية الطبيعية الوطنية بالصين، لكنها لم تعد متوفرة الآن".

ومن بين المعلومات المحذوفة، دراسات وتحقيقات أجرتها الباحثة الصينية في معهد ووهان، المعروفة باسم "المرأة الخفاش"، شي جينجلي، عن رحلاتها إلى كهوف الخفاش، الحيوان الذي يعتقد بأنه حمل أصل الوباء.

وحذفت أيضا دراسات رئيسية مهمة لأي تحقيق دولي في أصل الفيروس، بما في ذلك دراسة خطر العدوى في بعض أنواع من الخفافيش المصابة بفيروس كورونا، ودراسات أخرى تبحث مسببات الأمراض البشرية التي تحملها هذه الحيوانات.

2-الفيروس ليس صينيًا

في السابع من ديسمبر الماضي، نشرت صحيفة غلوبال تايمز الصينية، تحقيقًا مفاده أن وصول فيروس كورونا لسوق المأكولات البحرية في ووهان 2019، قد يكون من منتجات مستوردة من دول عدة مثل اللحوم المجمدة القادمة من البرازيل وألمانيا وأستراليا، والكرز التشيلي، والمأكولات البحرية الإكوادورية.

واستشهدت "غلوبال تايمز" بدراسة للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها نشرتها في أكتوبر، أكدت إمكانية عيش كوفيد-19 على عبوات الأطعمة المجمدة لفترة طويلة من الزمن.

وتتعارض دراسة المركز الصيني مع بيان لمنظمة الصحة العالمية قالت فيه إن الفيروس يمكن أن "يعيش لفترة طويلة في ظروف التخزين البارد" إلا أن ذلك يحدث في "حالات نادرة وخاصة".

3- النظرة السلبية

في التاسع من أكتوبر 2020، ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، أن استطلاعا للرأي أجري في 14 دولة أظهر أن الغالبية تحمل نظرة سلبية تجاه بكين.

النظرة كانت سلبية للغاية وغير مسبوقة في 9 دول هي: أستراليا والمملكة المتحدة وألمانيا وهولندا والسويد والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وإسبانيا وكندا وكانت النظرة فيها سلبية جدا.

وشمل الاستطلاع أكثر من 14 ألف شخص وأجريت في الفترة بين 10 يونيو و3 أغسطس.

4-شكاوى في منظمة الصحة

تضمنت شكاوى قدمت لمنظمة الصحة العالمية، تعمد تأخير الصين إصدار الخريطة الجينية للفيروس لأكثر من أسبوع بعد أن قامت ثلاثة مختبرات حكومية مختلفة بفك تشفير المعلومات بالكامل.

واشتكى كبار قادة منظمة الصحة سرا في اجتماعات عقدت في 6 يناير 2020، بحسب "سكاي نيوز"، من أن الصين لا تشارك بيانات كافية لتقييم مدى انتشار الفيروس بين البشر أو مدى الخطر الذي يشكله على بقية العالم، مما يكلف وقتا ثمينا، على حد وصفهم.

5- التفتيش ونتائجه

في فبراير 2020، وفي مهمة لمنظمة الصحة خاصة بفيروس كورونا في الصين، أشاد قائد الفريق، الطبيب الكندي بروس أيلوارد، بجهود الصين فيما يتعلق باحتواء التفشي وتبادل المعلومات.

انتقد هذه الإشادة مسؤولون كنديون وأميركيون، معتبرين أنه متساهل للغاية مع الصين.

وفي أغسطس 2020، وبعدما أجرى فريق من منظمة الصحة العالمية محادثات مكثفة مع نظرائه الصينيين وتلقى تحديثات بخصوص الدراسات الوبائية وتحليلات حيوية وجينية وعدة أبحاث تتعلق بصحة الحيوان، كلف الفريق بالتحضير لبعثة فريق أكبر من العلماء الصينيين والدوليين، سيسعى لاكتشاف كيف تمكن الفيروس المسبب لمرض "كوفيد 19" من تجاوز حاجز السلالات، وانتقل من الحيوان للإنسان.

6- منع التفتيش

أمر الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأسبوع الماضي، بمنع محققين من منظمة الصحة العالمية من دخول البلاد للتحقيق في أصل الفيروس، في خطوة أثارت إدانات دولية.