أكد استشاري في الطب النفسي أن هناك الكثير من الناس لديهم مشاكل نفسية ولكنهم لم يصلوا إلى المستشفيات أو العيادات النفسية، مبيناً أن عدد هؤلاء أكثر بكثير ممن هم داخل العيادات والمستشفيات النفسية.
وأوضح الاستشاري عبدالله السبيعي، الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب النفسي، ومنها عندما يشعر الفرد بأنه يعاني نفسياً أو أن المحيطين به من الأسرة يعانون نفسيا بسبب سلوكياته كالشك، أو عندما يشعر المرء بأن أداءه في العمل أو الدراسة أو المستوى الاجتماعي ينخفض، فيلجأ للانعزال والانطوائية وتكثر مشاكله وخلافاته مع أسرته.
وأضاف خلال استضافته في حلقة جديدة من "ثمانية" أن من بين الصور النمطية الخاطئة عن الطبيب النفسي أن البعض ينظر له بأنه "حلال المشاكل"، واستبعد إمكانية حل الطبيب النفسي لكل المشاكل التي يواجهها المريض لكون هذه المشاكل ليست وليدة اللحظة وإنما بعضها قد ترجع نشأته لسنوات.
وأكد الطبيب، خلال استضافته في برنامج "ثمانية"، أن أصعب حالة رهاب واجهها، كانت لمرضى يخافون الخروج من المنزل لشراء أغراضهم من البقالة، مضيفا أن هذه الفئة من المرضى لا يذهبون بأنفسهم إلى الطبيب وإنما يأتون بصحبة آخرين معهم لأنهم لا يكونون أقوياء بالدرجة التي تمكنهم من الخروج بمفردهم.
وذكر أن التغيرات التي شهدها العصر الحديث أدت لتغيرات نفسية سلبية على بعض الأفراد وأثرت على تواصل الأفراد ببعضهم البعض، مثل جلوس العديد من الأشخاص في مجلس لكنهم لا يتواصلون مع بعضهم بالدرجة الكافية وبعضهم مشغول باستخدام هواتفهم الذكية، لافتا إلى أن مثل هذه السلوكيات تؤدي إلى التباعد بين الأفراد والتأثير سلباً على نفسياتهم.
ونصح من يريد شحن طاقته النفسية بأن يفرغ عن همومه بالحديث مع شخص يشعر بالراحة معه، منوها بأبرز الحالات المرضية التي أثرت فيه وجعلته يشعر بالألم، وهي حالات الانفصام الميؤوس من علاجها التي تكون لدى بعض الأسر.