حكى الهداف التاريخي للمنتخب الوطني السعودي، ماجد عبدالله، حكاية أول لقب آسيوي للأخضر، في أول ظهور له بسنغافورة عام 1984.
وكان مشوار ماجد مع منتخب الأخضر رائعاً للغاية حينما لعب دوراً بارزاً معه بالفوز بلقب كأس آسيا مرتين عامي 1984 و1988، وقاده أيضاً للوصول إلى كأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما يعتبر "عبدالله" الهداف التاريخي للمنتخب السعودي برصيد 71 هدفاً، ويبدو أن هذا الرقم سيبقى طويلاً حيث إن الفارق شاسع بينه وبين اللاعبين الآخرين ما يؤكد جدارة النجم الأسمر وتاريخه الكبير والحافل.
ويروي ماجد عبدالله كواليس تتويج الأخضر في عام 1984 والتي أوضح أن خلفها قصة وحكاية عجيبة، بدأت عندما عادوا من بطولة الخليج من نفس العام، بمعنويات ضعيفة، بعدما ودعوا البطولة بالخسارة أمام المنتخب العراقي بنتيجة 0-4.
وقال إنه قبل السفر إلى سنغافورة لكأس آسيا، اجتمع معهم الملك فهد، وشجعهم لتقديم أداء جيد في البطولة الآسيوية، وبعد الوصول إلى سنغافورة كانت جميع الأرقام ضدهم على الرغم من تأهل الأخضر إلى أولمبياد 1984 في لوس أنجلوس.
يوضح ماجد عبدالله أن اللاعبين كان هدفهم تقديم أداء جيد، خاصة بعد الأقاويل حينها يأن المنتخب السعودي تأهل إلى أولمبياد 1984 لوس أنجلوس بالحظ، مؤكدا أن الأجواء في البطولة الآسيوية كانت رائعة والأجواء جميلة بالنسبة لهم كلاعبين، ولجميع المنتخبات التي كانت تسعى لفرض نفسها على القارة.
وكانت المباراة الافتتاحية للسعودية في البطولة ضمن المجموعة الأولى أمام منتخب كوريا الجنوبية بطل كأس آسيا مرتين، وتأخر السعوديون في النتيجة عند الدقيقة 51 بهدف أحرزه لي تاي-هونغ.
وفي آخر الهجمات تمكن ماجد عبد الله من إحراز هدف التعادل للمنتخب السعودي الذي خرج من هذه المباراة بنقطة ثمينة، وهي الأولى للأخضر في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم.
ويضيف ماجد عبدالله: "بدأنا المباراة وكان يقف معنا الحظ، خاصة أن الفريق الكوري أضاع أهدافا كثيرة، في منها كان توفيق من الله وبعضها تخلص المدافعون منها، إلى آخر 90 أو 89 دقيقة في الوقت الضائع وسجلنا هدف التعادل، الذي جعلنا نتأهل إلى الدور المقبل".
وكانت المباراة الثانية تاريخية أيضاً للأخضر، ونال خلالها "الصقور" فوزهم القاري الأول، حيث إن هدف صالح خليفة في الشوط الثاني ساعدهم على تحقيق الفوز بنتيجة 1-0 أمام سوريا.
ثم أعطى محمد عبد الجواد السعوديين نقطة أخرى في المباراة الثالثة، بعدما ألغى تقدم المنتخب القطري الذي بادر بالتسجيل عن طريق علي زيد.
وهذا ما مهد الطريق لهم في الجولة الأخيرة أمام المدافعين عن اللقب المنتخب الكويتي صاحب القوة والبطولات على المستوى الإقليمي.
ويحكي ماجد عبدالله أن مباراة الكويت كانت المباراة الأهم في البطولة، خاصة أنها تأكيد على تفوق الأخضر للمرة الثانية بعد المباراة التي جمعتهما في تصفيات أولمبياد لوس أنجلوس، وهو ما أثبت قوة المنتخب السعودي.
وكانت المواجهة في الدور قبل النهائي مع المنتخب الإيراني بمثابة التحدي الأكبر الذي يواجهه السعوديون في البطولة القارية، وكان منتخب إيران الأكثر نجاحاً في تاريخ البطولة بحصوله على ثلاثة ألقاب.
وتقدم المنتخب الإيراني بنتيجة 1-0 حتى اللحظات الأخيرة من اللقاء، ولكن الهدف الذي أحرزه شاهروخ بياني بالخطأ في مرماه في الدقيقة 88، حرم إيران من الوصول إلى نهائي آخر، بعد اللجوء إلى الركلات الترجيحية التي حسمها المنتخب السعودي لصالحه، وذلك بعدما سجل لاعبوه ركلاتهم الخمس بنجاح، في حين أهدر محمد بانجالي إحدى ركلات منتخب بلاده.
ولم يتبق سوى مباراة واحدة بين لاعبي الأخضر والمجد القاري، وهي أمام الصين، وسجل شايع النفيسة في الدقيقة العاشرة من تسديدة مُتقنة، من على حافة منطقة الجزاء.
وعن هذا الهدف قال ماجد عبدالله: "هذا الهدف أعطى لنا جميعا حالة من الاطمئنان، بأننا متقدمون على الخصم، وأننا قادرون على تسجيل المزيد من الأهداف".
إلا أن ماجد عبد الله سجل الهدف الحاسم، بعد تخطيه عدداً من مدافعي المنتخب الصيني وتلاعبه بحارس المرمى قبل أن يضع الكرة في المرمى الفارغ، بعد كرة عرضية متقنة من زميله في الأخضر محمد عبدالجواد. وانتهت المباراة بالفوز ليحقق المنتخب السعودي اللقب القاري التاريخي الأول للسعودية.
وأشاد ماجد عبدالله بزميله محمد عبدالجواد، وبالتوافق الفكري بينهما، خاصة أن عبدالجواد استطاع الحصول على الكرة بشكل رائع، ومررها له بشكل مميز استطاع من خلاله تسجيل الهدف.
وأكد ماجد عبدالله أنهم نالوا استقبالا كبيرا فور عودتهم إلى المملكة، خاصة أن الجماهير كانت تنتظر بعثة الأخضر في ملعب الملز الذي امتلأ بالجماهير، معبرا عن أن فرحتهم بالجماهير كانتمثل فرحتهم بالتتويج بكأس البطولة.