بدأت شركة "أمازون" الأمريكية، كمتجر لبيع الكتب من داخل كراج منزل مؤسسها ثم تطورت وتوسعت منتجاتها، لتحدث لاحقا ثورة في عالم التسوق والمتاجر الإلكترونية، تتجاوز قيمة سلعها مئة مليار دولار سنويا.

اختار مؤسس الشركة جيف بيزوس اسم "أمازون" إشارة إلى نهر الأمازون الذي يعد الأكبر في العالم، مما يتوافق مع هدفه بأن يكون له أكبر متجر في العالم، وفي عام 2000 ظهر شعار أمازون بسهم يشبه الابتسامة يمتد من حرف "الألف" (A) إلى آخر حرف في الأبجدية اللاتينية (Z)، ويشير إلى أنها توفر كل المنتجات أي من الألف إلى الياء.

بدأت قصة شركة أمازون فكرة في رأس بيزوس عندما استهوته فكرة بيع الكتب على الإنترنت، لكنه واجه في البداية صعوبات لتمويل إنجاز مشروعه، حيث أسس الشركة في البداية في الكراج التابع لمنزله، ولم يكن هو نفسه يتفاءل كثيراً بنجاحها، فضلاً عن أن الإنترنت كان في ذلك الحين لم يصل إلى أغلب دول العالم.

فكرة تأسيس موقع أمازون

لاحظ جيف الإقبال الكبير وزيادة مستخدمي الإنترنت فبدأ يفكر بعمل مشروع تجاري متعلق بالإنترنت وليس مجرد مشروع تجاري تقليدي، فبدأ ببساطة بملاحظة أكثر البضائع التي يتم إرسال كتالوجات لها عبر البريد إلى المشترين، وبدأ بالتفكير في كيفية عمل هذا النوع من التجارة بشكل احترافي عبر شبكة الإنترنت.

كما لاحظ أن تجارة الكتب لم تكن رائجة عبر البريد، فقرر أن يتعلم شيئاً عن تجارة الكتب، وكانت فكرة جديدة من نوعها أن يتم تجميع أهم الكتب في مكان واحد ويتمكن القراء من العثور على الكتب التي يودون قراءتها ثم شرائها مباشرة من نفس المكان وعبر الإنترنت.

ترك الوظيفة لبداية مشروعه

كان على جيف أن يختار بين خيارين وهما إما الاستمرار في وظيفته بدخل ثابت مضمون أو المخاطرة بترك هذه الوظيفة والتفرغ للمضي في مشروعه، لكن في النهاية قرر ترك العمل والتفرغ للبدء في مشروع "بيع الكتب عبر شبكة الإنترنت"، وقد كانت زوجته أول وأكبر المشجعين له على المضي في قراره المصيري وتحقيق ما يطمح إليه.

بداية تأسيس المشروع

بدأ بيزوس بتأسيس شركة أمازون بعد العمل على الناحية القانونية مع محاميه، في منزل مكون من غرفتين اللتين كانتا بمثابة مخزن للكتب، وقام بمد الأسلاك اللازمة لأجهزة الحواسيب إلى الكراج، وقام بعمل طاولات خشبية من الأبواب القديمة التي لا حاجة لها بأقل التكاليف لوضع الحواسيب عليها.

تمويل المشروع

احتاج المشروع إلى تمويل في البداية ولكن لم يكن يمتلك بيزوس الكثير من المال وقتها فعرض على والديه، أنه بصدد عمل مشروع متعلق بالإنترنت، فوثقا به وخصصا مبلغ 300 ألف دولار أمريكي وكان ذلك المبلغ معظم رأس مالهما من الحياة، وبالفعل بعد حوالي العامين من تأسيس أمازون أصبحا من المليارديرات، وكذلك أصبح مالكو الأسهم الآخرون من عائلة بيزوس ضمن قائمة مليارديرات أمريكا.

موقع الشركة

ويقع مقر الشركة في سياتل بولاية واشنطن الأمريكية، وله مواقع في عدد من الدول، وحققت أرباحا تجاوزت 230 مليار دولار عام 2018، ووظفت نحو 650 ألف شخص حول العالم - وهو عدد يفوق عدد سكان لوكسمبورغ- وتعد حالياً أكبر متجر تجزئة إلكتروني على الإنترنت في كل أنحاء العالم.

جهاز "كيندل"

تنفرد شركة "أمازون" بصناعة الجهاز المشهور عالمياً "كيندل" وهو عبارة عن كتاب إلكتروني وجهاز كمبيوتر لوحي ينافس في بعض إصداراته أجهزة "آيباد" التي تنتجها شركة "آبل"، ويعتبر "كيندل" أحد مصادر الإيرادات والأرباح التي تجنيها الشركة أيضاً.

مراحل تطور "أمازون"

تأسست شركة أمازون في عام 1994م، وتم إدراج أسهمها في سوق المال في 15 مايو 1997م وفي 18 نوفمبر من نفس العام تم افتتاح ثاني منشأة توزيع، وفي 11 يونيو 1998م بدأت تتوسع في بيع الموسيقى، وفي 28 سبتمبر 1999 حصلت على براءة اختراع لميزة الشراء "بكبسة الزر" وفي 27 ديسمبر من نفس العام اختارت مجلة "تايم" جيف بيزوس "شخصية العام".

أما في 7 نوفمبر 2002 بدأت في بيع الملابس، وفي يونيو 2003 أمازون تطلق خدمات الويب، وفي أغسطس 2004 افتتحت أول متجر لها في الصين، وفي فبراير 2005 أطلقت الشركة أمازون "برايم"، وفي نوفمبر 2007 طرحت جهاز القراءة كيندل للبيع، وفي أغسطس 2013 أعلن بيزوس نيته شراء صحيفة واشنطن بوست.

وفي يونيو 2014 أصدرت أمازون أول وآخر هاتف ذكي، وفي نوفمبر 2015 افتتحت أول متجر فعلي لبيع الكتب، وفي سبتمبر 2018 ارتفعت قيمتها السوقية لتبلغ ترليون دولار، كما ارتفعت مبيعاتها وأرباحها في أكتوبر 2020 خلال جائحة فيروس كورونا، أما في 2 فبراير 2021 أعلن بيزوس خطته للتنحي من منصب الرئيس التنفيذي للشركة.