تتعاقب الأمطار خلال "الوسم"، وترتوي الصحراء، وترتدي أجمل حللها؛ متعة لكل عابر لا يكلف نفسه سوى إمعان النظر.. لكن الصحراء كما يعرفها أهلها تخبئ في داخلها كنوزاً ليست للعابر والناظر وقليل الصبر! ومنها بالطبع نبتة الكمأة أو "الفقع".
تبدأ بوادر الفقع بالظهور في المناطق الصحراوية بعد موسم المطر، فتشهد هذه المناطق توافد صائدي هذه النبتة لالتقاطها، بحثاً عن المتعة والطعم المميز، أو مصدر دخل ثمين يجد إقبالاً كبيراً.
مركز شري بمنطقة القصيم أطلق مهرجاناً مميزاً لـ "الفقع"، استقطب خلاله المهتمين وملتقطي هذه النبتة من أبناء المنطقة ومن خارجها، لتسويقها وبيعها في مزاد يومي.
فيما "أخبار 24"، جذبها طريقة التقاط هذه النبتة، فللبحث عن الفقع طقوسه وأدواته، ووقفت على تجارب أشخاص عدة، منهم يوسف المطلق، وهو صاحب مشاريع استزراع فقع، الذي أكد أن متعة البحث عن الفقع لا يعدلها متعة، وهي مثل الصيد عند العثور عليه ينسيك عناء وتعب البحث.
وأضاف أن أهم وسائل استخراج الفقع عند جميع الباحثين هي "المفك" أو السكين؛ لأنها تسهل إخراجها بشكل كامل وبدون أن تتضرر، مشيراً إلى أنه بعد لقطها يفضل دفن ما يسمى "سر الفقع" مرة أخرى حتى تنبت من جديد.
وبين أن طبيعة الأرض تؤثر في نوع الفقع سواء كان زبيدياً أو خلاسياً، وأن ظهوره يلزم وجود شجرة الرقروق التي تخرج بكتيريا تتسبب في ظهور فطر الفقع.
فيما قال مالك مزرعة الفقع أحمد المطوع، إن الطريقة الأفضل لالتقاط الفقع تكون دائماً في الصباح الباكر، قبل طلوع الشمس؛ ليظل محتفظاً بالرطوبة.
وأضاف أن شجرة الرقروق هي العلامة الأهم التي يستدل بها على وجود الفقع في الصحارى، مشيراً إلى أن أصحاب مزارع الفقع يلتقطونه على دفعات بناءً على تقسيم المنطقة التي يزرع فيها.
أما لاقط الفقع عبدالملك العرماني، فقال إن التقاط الفقع يبدأ من الصباح وحتى غروب الشمس، في عملية متعبة؛ بحثاً عن الرقروق داخل الفياض التي تدل على وجود الفقع، مضيفاً أن الأراضي تختلف فأحياناً يوجد بكميات كبيرة وأحياناً لا يجدون فيها شيئاً.
وأشار إلى أن المهرجان سهل عمليات البيع والشراء في الفقع الذي أصبح مصدر دخل للكثيرين يعود عليهم بالنفع والفائدة.