في السادس عشر من يناير من عام 2024 ولدت إحدى قصص الوفاء في المدينة المنورة، وتجسدت أحداثها قبل ميلادها بعشر سنوات وكان عنوانها "فيصل الإنسان"، حيث احتفى أهالي المدينة المنورة، بالأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، خلال الحفل الذي أُقيم مساء أمس "حياة طيّبة"، تكريماً لمسيرة الأمير فيصل وعرفاناً بجهوده إبان فترة توليه إمارة المنطقة عشر سنوات، وذلك بحضور الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، ونائبه الأمير سعود بن خالد الفيصل، وأصحاب الفضيلة والمعالي وعدد من أهالي وأعيان المنطقة.
وشهد الحفل استعراض المحطات المضيئة في مسيرة التنمية التي قادها الأمير فيصل بن سلمان، خلال العقد الماضي 2013 - 2023م، بحزمة واسعة من المشروعات والإسهامات التنموية والعمرانية على مستوى منطقة المدينة المنورة، والتي خدمت الإنسان واعتنت بتعليمه وصحته وعملت على بناء مجتمعٍ مفعم بالثقافة والإيمان في مدينة خير الأنام، إلى جانب جهود سموه في دعم البرامج والمبادرات التي أثرت تجربة الزوار لثاني الحرمين الشريفين.
وشاهد الحضور اللوحة الجدارية التي حملت في مضامينها شهادات عابرة من الأهالي حول المنجزات الحضارية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تحققت في المدينة المنورة على مدى عقد من الزمن، في ظل اهتمام وعناية حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، لمهجر ومثوى النبي الكريم وموضع مسجده.
بعد ذلك، شاهد الحضور عرضاً وثائقياً يروي مسيرة الإنجاز التي شهدتها المنطقة خلال السنوات العشر الأخيرة ومراحل التطوير والازدهار التي شملت مختلف المجالات في تنمية المكان لخدمة الإنسان.
وذكر مدير الشؤون المالية والإدارية بالإمارة سابقًا محمد النعمان، أن الفترة التي قاد فيها الأمير فيصل إمارة المدينة كانت حافلة بالمجالات التنموية والاجتماعية والتاريخية والتراثية، وشهدت المدينة تطورات وتغيرات كبيرة ساهمت في رفع جودة الحياة للمواطنين وللزوار.
وأضاف النعمان لـ"أخبار24" أن الأمير فيصل خدم المدينة بما تستحق وتفانى بخدمتها وأعطى لها كامل وجدانه وحيويته سائلا الله التوفيق والسداد له.
من جهته أشار المهندس عبدالحق العقبي إلى أن الأمير فيصل اهتم بالعمران التراثي ليس من باب إعادة الاعمار وإنما وضع أفكارا تساعد على فهم السابق، فدشن الحي التراثي المديني وغيره من المشاريع التي تستهدف أنسنة الموروث الثقافي والمحافظة عليه.
ثم تسلّم الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، نسخةً خاصةً من كتاب "حياة طيّبة" والذي يقع في 127 صفحة توثق مسيرة سموه في خدمة الإيمان والإنسان والعمران، كما تسلّم الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، إهداءً خاصاً من الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، عبارة عن نسخة من موسوعة عِمارة المسجد النبوي الشريف.
وشهد الحفل إعلان تسمية ميدان الصافية بـ "ميدان الأمير فيصل بن سلمان"، بالإضافة إلى إعلان إطلاق "كرسي الأمير فيصل بن سلمان لأنسنة المدن"، وكذلك إعلان إطلاق اسم الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، على مركز "تمكّن" للتوحّد بالمدينة المنورة.
من جهته عبّر الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، عن اعتزازه بهذا الاحتفاء والتكريم مقدماً شكره لأهالي المدينة المنورة الذين كانوا خير مُعين له في أداء واجبه لخدمة هذه المدينة الغالية التي تشكل جزءًا مهماً في وطن عظيم لا يدخر جهداً في رفعة الإنسان وبنائه.
إثر ذلك، بدأ الحفل الخطابي الذي أُقيم بهذه المناسبة بكلمة أهالي منطقة المدينة المنورة، ألقاها نيابة عنهم معالي الدكتور بندر بن محمد حجار، استعرض خلالها مستوى النقلة الحضارية التي شهدتها المنطقة في العديد من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية والبيئية، بدعم القيادة الرشيدة – أيدهم الله – واهتمام ومتابعة الأمير فيصل بن سلمان وقيادته لمسيرة التطور والنماء في طيبة الطيبة بكفاءةٍ وأمانةٍ واقتدار.
وأضاف الدكتور حجار، نلتقي اليوم لتودع المدينة المنورة الأمير الإنسان، بكل شكر وامتنان، وحب وعرفان، وتحتفظ لسموّه المتواضع والنبيل ما ترك من إنجازات حضارية وعمرانية يُذكر بها، من أبرزها متابعة كافة شؤون المسجد النبوي، ومشروع توسعة وتطوير مسجد قباء، بالإضافة إلى المشروعات الحضارية والاجتماعية والخيرية التي اتسمت بالإبداع والابتكار، ومن بينها برنامج "أنسنة المدينة" ووقف نخلة الأيتام، ووقف الشفاء، ومستشفى السلام الوقفي، ومركز التوحّد، ومراكز الأحياء، ومجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية، وتطوير وتفعيل مواقع التاريخ الإسلامي، وتأهيل وادي العقيق ووادي قناة، ومشاركة سموّه ومتابعته للملتقيات الثقافية والفكرية والعلمية والاجتماعية والخيرية والمبادرات التي كان لها أثرٌ إيجابيٌ في حياة مجتمع المدينة المنورة وزوارها الكرام.
وخلال الكلمة، قدّم الدكتور بندر حجار باسمه، ونيابة عن أهالي منطقة المدينة المنورة التهنئة للأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، بمناسبة الثقة الملكية بتعيينه أميراً للمنطقة، التي تحظى باهتمام ورعاية القيادة الحكيمة على مرّ العقود الماضية، سائلاً الله جل وعلا أن يعينه ويوفقه لتحقيق ما يصبو إليه في خدمة المدينة المنورة ومواصلة مسيرة التنمية.