روى السياسي العراقي، فائق الشيخ علي، قصة نزوحه إلى مخيم رفحاء شمالي المملكة، هربا من نظام صدام حسين بعد انتفاضة 1991، وكيف لجأ إلى بريطانيا بجواز سفر سعودي.

وقال "الشيخ علي"، الذي كان أحد قيادات الانتفاضة ضد النظام العراقي، والتي سميت بالانتفاضة الشعبانية، إنه وآخرين لجأوا إلى رفحاء قرب الحدود السعودية- العراقية حيث أقيم لهم مخيم للاجئين.

ولفت إلى أن سلطات المملكة كانت تسمح لهم بالذهاب إلى مدينة رفحاء التي تبعد 20 كيلومترا عن المخيم للتبضع وشراء حاجياتهم، إضافة إلى رحلة عمرة أسبوعية للاجئين العراقيين، حيث تقلهم طائرة من مطار رفحاء إلى جدة ثم العودة إلى المخيم بعد يومين.

وأضاف في حديث لبرنامج "السطر الأوسط "على قناة "إم بي سي"، أن السيد محمد باقر الحكيم زار المملكة وطلب من الملك فهد نقل جزء من اللاجئين العراقيين إلى إيران، مبينا أن خادم الحرمين وافق على طلبه ووجه بنقل اللاجئين بطائرته الخاصة.

وأبان "الشيخ علي" أن اللاجئين كانوا متعاطفين مع إيران ويتوقعون منها أن تستقبلهم بالأحضان، إلا أنهم تفاجأوا بمعاملتها السيئة بعد وصولهم حيث قاموا بسرقة ممتلكاتهم الخاصة من حقائبهم، ومقتنياتهم التي أخذوها معهم من المملكة، مؤكدا أنهم تألموا كثيرا لذلك.

وأشار إلى أنه عقد العزم على مغادرة إيران بعد شعوره بأنه لن يستطيع العيش فيها، مبينا أنه في أحد الأيام اتصل بقائد مخيم رفحاء طالبا منه العودة إلى المملكة، وأنه يفكر باللجوء إلى دولة أخرى، وبعد أيام اتصل به قائد المخيم ودعاه للذهاب إلى سفارة المملكة والحصول على تأشيرة.

وأوضح أنه حصل على التأشيرة وعاد إلى الرياض وتقدم إلى سفارة بريطانيا بطلب لجوء إلا أنه قُوبل بالرفض بسبب أن جوازه العراقي الذي حصل عليه بإيران كان مزورًا، مضيفا أنه تفاجأ بعد ذلك باتصال من مسؤول سعودي يعمل مع الأمير تركي الفيصل طالبا منه أخذ صورة شخصية بالزي السعودي.

وأكد أنه بعد أيام من تسليم الصور أبلغه المسؤولون بالاستعداد للسفر إلى لندن وسلموه جواز سفر سعودياً، مبينا أنه وصل إلى مطار هيثرو، وحتى يستطيع طلب اللجوء كان عليه لحظة نزوله من الطائرة إخفاء جواز السفر وعندها همّ بتمزيقه.

وذكر أنه أخرج الجواز من جيبه، ونظر إليه، ورأى عليه اسم المملكة وعلمها، حينها تردد في تمزيقه احتراما للجواز وللمملكة، مؤكدا أنه لن ينسى فضل الملك فهد والأمير تركي الفيصل، مبينا أن نفسه لم تطاوعه في تمزيق الجواز ووضعه في دورة المياه، فقام بتسليمه إلى الموظف وأوضح له أنه عراقي ويطلب اللجوء.

وبيّن أنه بعد التحقيق معه سمحوا له بالذهاب إلى منزل في لندن، وقاموا بأخذ الجواز السعودي وسلموه بطاقته الشخصية العراقية، مبينا أن الضابط أكد له أنهم سيخاطبون المملكة لمعرفة ملابسات الموضوع.