أكد وزير المالية محمد الجدعان، أن المملكة واعية بما تقوم به بخصوص اقتصادها حيث تدار المالية العامة بكفاءة أكبر وبعجز أقل، حيث بات النفط يشكل 35 % فقط من الاقتصاد السعودي بعدما كان يمثل 70 % سابقاً، فيما نما الناتج المحلي غير النفطي إلى 65%، ولذلك فإنه رغم الصدمات فإن التوقعات لاقتصادنا إيجابية، كما أنه اقتصاد مرن قادر على مواجهة الصدمات والتعامل معها.

وأضاف الوزير الجدعان، في جلسة خاصة عن المسار المستقبلي في السعودية بمنتدى دافوس،أن المملكة مصممة على المضي في الإصلاحات الاقتصادية، مشيراً إلى أن العالم يحتاج لـ"سعودية قوية" ونحن مصرون على تحقيق ذلك الهدف، مشيراً إلى أن على الجميع خفض التصعيد في المنطقة من أجل تحقيق الازدهار الاقتصادي.

وأشار إلى أن منهج المملكة واضح في المالية العامة والعوائد والمداخيل، ونحن نركز على قطاعات جديدة كالسياحة والرياضة والترفيه وكذلك الجانب الصناعي والتشغيلي.

وتابع الجدعان أن المملكة إذا لم تكن قوية لن تساعد المنطقة بالشكل المطلوب، مشيراً إلى أن المخاطر الجيوسياسية والتغير المناخي هي عوامل مؤثرة في الاقتصاد، ولكن نهجنا واضح في تنويع الاقتصاد لنستوعب الصدمات العالمية.

وأكمل الجدعان "لقد أنتجنا ما يعادل 11 مليون برميل من النفط يومياً خلال العام الماضي، وخفضنا السعر بنسبة 17%، وهذا يظهر مرونتنا وقدرتنا لأن نهجنا واضح في المالية العامة"، كما أن القطاع الخاص خلق الكثير من الوظائف خلال الـ 7 سنوات الماضية ووفر ما يزيد على 800 ألف وظيفة للرجال والنساء خلال عام 2023، مشيراً إلى أن مشاركة النساء تنعش الاقتصاد وتقدر بـ36% وهو أكثر مما استهدفته رؤية 2030.

من جهتها، أكدت سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر، أنه لا يمكن قيادة عملية السلام وسط المجاعة والقصف في غزة، مضيفة أن موقف المملكة واضح أنه لا يمكن الحديث عن اليوم التالي في غزة في ظل استمرار الحرب.

وأضافت أن منطقة الشرق الأوسط كانت في أزمات وتقلبات منذ 30 عاماً، وما نطلبه أن تأتوا وتشاركوا في وضع الرؤية ونتحدث عن استقرار الشعب الفلسطيني، وعن نزع الأسلحة والمسار إلى السلام والتطبيع مع إسرائيل والدول العربية الأخرى، التطبيع كان موجوداً منذ عهد الملك فهد، ولكن ليس بدون الشعب الفلسطيني.

وفي الشأن الاقتصادي، أشارت إلى أنه من الصحيح أن تكون تنافسياً ولكن ليس على حساب الاقتصاد العالمي، ويجب أن نتعاون لحل المشاكل الجيوسياسية، وكذلك مشكلة المناخ فليس هناك حواجز وحدود بين الدول ما يحدث في الماء وفي الهواء يؤثر على الجميع، فمثلاً الحرب في أوكرانيا أو غزة لديها تأثير على العالم، ولذلك يجب أن نتعاون اقتصادياً، ويجب أن نعيد إحياء دور المنظمات كالأمم المتحدة.

ولفتت إلى أن الاستثمار في الشباب وإلهامهم من أهم الخطوات لازدهار الاقتصاد، "فشبابنا هم أهم شيء وهم يصنعون التأثير الإيجابي من خلال العمل بشكل ديناميكي، ودولتنا ترتقي بفضل شبابها".

بدوره، كشف وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم، أن "لدينا قطاعات جديدة ونحن نشارك في صناعة مستقبلها بالشراكات مع المجتمع الدولي سواء المؤسسات والهيئات والحكومات على حد سواء كما أننا نستثمر في الموارد البشرية، ولا نتسلح فقط بالعلم والمعرفة والفرص والصحة، ولكن نحن كذلك نبني على أمور مهمة ندرك أهمية التحول للأفراد والشركات".

من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير، إن المملكة تعمل على نمو الطاقة النظيفة وأسست مدينتين تعملان على الطاقة الشمسية منذ عامين، ونحن مستثمرون في الاستثمار بطاقة الرياح والهيدروجين والشمس لأن هذا هو المستقبل، ولذلك نحن ملتزمون نحو الطاقة البديلة الصديقة للبيئة وهي مربحة للغاية ونريد أن نستفيد من ذلك.

وتابع أننا في المملكة ندرك أن شهية العالم غير محدودة للطاقة ولذلك نبهنا العالم منذ سبعينيات القرن الماضي إلى ضرورة أن تكون هناك مصادر بديلة للنفط، وفي الوقت نفسه لا نود منح توقعات غير منطقية ولكن نود أن نقول الحقيقة فهناك مشكلة مرتبطة بتغير المناخ ويجب أن نواجهها بطريقة علمية جذابة عبر الاستثمار في الطاقة البديلة، وعبر الكفاءة العالية في إنتاج النفط، والتقليل من الهدر والنفايات.

وأبان أن الطاقة البديلة مربحة للغاية، لكن العالم يحتاج إلى "الوقود الأحفوري" ونسعى لإنتاجه بطريقة صديقة للبيئة مراعين مشكلة "تغير المناخ".

يذكر أن وزير الاقتصاد والتخطيط كشف خلال الجلسة ذاتها عن أن المملكة ستستضيف اجتماعاً خاصاً للمنتدى الاقتصادي العالمي خلال الفترة 28- 29 إبريل 2024، مؤكداً أن الرياض أصبحت عاصمة لمساعدة الكثير من القطاعات والاقتصادات العالمية؛ نظراً لأننا نفكر على المدى البعيد.