تمكن مصور سعودي من رصد ومتابعة زوجين من طيور النسر الأسمر "نسور جريفون" في مرتفعات جنوب المملكة.

ورصدت عدسة المصور الفوتوغرافي، عوض الشهري، الطائرين على مدى أشهر، إذ بدت في إحدى الصور الأم وهي تفرد جناحيها فوق فرخها الوحيد لحمايته، في حين أظهرت الصورة الثانية الأب محلقا في الأجواء.

وقال الشهري، لـ"أخبار 24"، إن مجموعات من نسور جريفون تهاجر من دول البلقان خاصة بلغاريا إلى جنوب المملكة للتكاثر وتبقى طيلة فصل الشتاء، مبينا أنها خلال رحلتها تمر بقبرص وتركيا ثم سوريا والأردن وفلسطين قبل أن تستقر في المملكة، فيما يتجه جزء منها شرقا نحو إيران.

وأوضح أن النسور تتخذ من المرتفعات الشاهقة والسفوح الجبلية أماكن لأعشاشها، حيث تضع الأنثى بيضة واحدة، وتتميز بأنها أحادية التزاوج حيث يبقى الذكر مع الأنثى مدى الحياة وتستخدم الأعشاش ذاتها في كل مرة، مؤكدا أنه رصد هذا العام نحو 20 زوجا منها جنوب المملكة.

وأبان أنه على مدى 3 سنوات كانت البيضة الوحيدة تتعرض للسرقة، إلا أن هذين الزوجين نجحا بالتفريخ، حيث ظهر الفرخ بعد نحو شهر من التفقيس بصحة جيدة وينمو بشكل متسارع.

وأضاف أن تواجد الغربان بالقرب من مناطق الأعشاش يعتبر من أهم المعضلات التي تواجهها النسور عند التكاثر، ويتزامن تكاثر الغربان مع موسم تكاثر النسور، لذا تصبح أكثر عدوانية وضراوة في تلك المرحلة بحثا عن الطعام، حيث تتطفل على أعشاش الطيور الأخرى.

وتابع أنه خلال السنوات الماضية كانت البيضة الوحيدة تختفي فجأة دونما أثر، مما يدل على وجود سارق خفي، وأكد أنه خلال هذا العام لاحظ سلوكا غريبا، حيث يقوم الزوجان بحماية العش وعند اقتراب مهدد ما كالغربان تلجأ الأنثى لتغطية البيضة وتجثم عليها لحمايتها ويستمر ذلك حتى بعد تفقيسها.

وأشار الشهري إلى أهمية دور هذه النسور في الحفاظ على البيئة، كونها لا تقوم بالصيد وإنما تتغذى على الجيف، حيث تقوم بتخليص البيئة من الحيوانات النافقة.