لم يتوقع الشاب يحيى مجرشي، وهو يقهر ظروف الحياة المهنية، من خلال عمله بوظيفة غسل الصحون بأحد مطاعم مدينة الرياض، أن يتحول بعد عقد من الزمان إلى مستثمر في القطاع السياحي، في شركة متخصصة في تقديم خدمات الضيافة للفنادق والمطاعم.
بدأت رحلة كفاح "مجرشي" بعد وفاة والده وهو في السادسة عشرة ربيعًا، ليجد نفسه مسؤولًا عن رعاية أسرته، لذلك قرر البحث عن عمل، لكن أغلب الشركات رفضته نظرًا لحداثة سنه، خاصة أنه ما زال على مقاعد الدراسة بالصف الأول الثانوي، حتى تم قبوله للعمل في "غسل الصحون" بأحد مطاعم الرياض براتب بسيط مقابل 9 ساعات عمل.
ويستذكر يحيى تفاصيل رحلته بالقول: "لا يمكنني وصف حجم السعادة التي شعرت بها عندما وجدت ذلك العمل، لحاجتي له؛ حيث يبدأ دوامي من الثانية عشرة ظهرًا ويستمر حتى منتصف الليل".
وعمل يحيى على إثبات كفاءته، حيث تمت ترقيته إلى "موظف استقبال"، ومن ثم أصبح مقدمًا للطعام، وعكست هذه الوظيفة سماته الشخصية، وتعرفه على مختلف الثقافات، واكتسب المزيد من الأصدقاء، وأبدع في ذلك ونجح في إكمال دراسته للمرحلة الثانوية.
وبعد أن قدم استقالته من المطعم التحق مجرشي بأحد المعاهد الأهلية في تخصص الضيافة، وتعلم فيه عددا من المهارات التخصصية المهنية، مثل فنون المطبخ، والتعامل مع الضيوف، وطوّر قدراته في استخدام الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية.
والتحق بعد تخرجه بعدة وظائف في قطاع الفندقة والسياحة، وانتقل من "مشرف موظفين"، إلى "مساعد مدير مطعم"، ثم "مدير الصالة التنفيذية في الفندق".
أهم الدلالات التي ذكرها مجرشي وأكدها مراراً أن "التوظيف في القطاع السياحي لا ينحصر في مهن محددة، بل يتعداها إلى المجالات الإدارية والفنية التخصصية"، لذلك اتجه من كونه مدير تسويق إلى ريادة الأعمال السياحية، ويطمح مستقبلًا أن يكون رائدًا في قطاع الضيافة على مستوى الشرق الأوسط.
ودعا الشباب والفتيات من السعوديين إلى التسجيل في حملة وزارة السياحة "مستقبلك سياحة"، خاصة أنها ستوفر بنهاية العام الجاري (2021) نحو 100 ألف فرصة وظيفية، معتبرًا أنها خطوة مهمة لترسيخ أقدامهم في أحد أهم القطاعات الوظيفية في الوقت الراهن.