يشخص الأفراد بالإصابة بالسمنة عندما يساوي مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر، وهو المؤشر الذي يمكن حسابه بقسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر، ووفقًا للدراسات الحديثة، فإن هذه الإصابة ترجع إلى عوامل بيئية وعوامل وراثية والنظام الغذائي.

وتشير الدراسات أيضًا إلى إمكانية التحكم بالرياضة في جميع العوامل المؤدية للإصابة بالسمنة بما في ذلك العوامل الوراثية، وفي هذا التقرير نتعرف على الواقع العربي في الإصابة بالسمنة، والرياضات التي تساعد على التحكم في العوامل الوراثية المؤدية للسمنة، وعوامل الخطورة للإصابة بالسمنة.

أعداد عالمية

بلغ عدد من يعانون زيادة الوزن عالميًا، في عام 2016م، 1.9 مليار شخص بالغ، بينهم أكثر من 650 مليونًا يعانون السمنة المفرطة، ويحتل العالم العربي مرتبة متقدمة في خريطة البدانة حول العالم.

وتحتل الكويت المرتبة السابعة عالميًا، بعدما أظهرت البيانات إصابة 38% من سكانها بالسمنة، ثم الأردن (المرتبة التاسعة بنسبة 36%)، والسعودية وقطر (المرتبة العاشرة بنسبة 35%)، وليبيا (الحادية عشرة بنسبة 33%)، ومصر ولبنان والإمارات (المرتبة الثانية عشرة بنسبة 32%).

كيف تؤثر الجينات؟

تعطي الجينات تعليمات للجسم للاستجابة للتغيرات في البيئة المحيطة، وهو ما يفسر إصابة أحد الإخوة بالسمنة مع عدم إصابة الآخر، في ظل تعرضهم لنفس الظروف المعيشية والنمط الغذائي.

ولذلك قبل أن يرشح لك خبير الرعاية الصحية، الطريقة الواجبة للتعامل مع السمنة، فعليه جمع تاريخ صحة الأسرة بشكل روتيني للمساعدة في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر كبير من الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أشكال السرطان.

رياضات تتحكم

أوضحت الدراسات، وبينها دراسة حديثة لفريق من جامعة "تايوان الوطنية"، أن رياضات السير لمسافات طويلة، وتمارين السير، والركض، وتسلق الجبال، واليوجا، والرقص الرياضي، تساعد على التحكم في الجينات الوراثية المرتبطة بزيادة الوزن من خلال التأثير على الشهية ومعدلات الأيض (التمثيل الغذائي)، وطريقة تخزين الأجسام للدهون وتقليل مؤشر كتلة الجسم لدى الأفراد المعرضين للسمنة.

رياضات لا تساعد

وفي الوقت نفسه، أشارت الدراسات إلى عدم نجاح تمارين الاستطالة ورفع الأثقال والسباحة والرقص الإيقاعي والتنس وتنس الطاولة وكرة الريشة والسلة وركوب الدراجات ورياضات الدفاع عن النفس في التحكم في العوامل الوراثية المسببة للسمنة.

محاولات خاطئة

ويحاول البعض التخلص من السمنة بالمشروبات الخالية من السكر، أو المنتجات الغذائية التي تحتوي على المحليات الصناعية، لكن الدراسات أشارت إلى أن تلك المحليات لا تنقص الوزن بل تزيد من معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومتلازمة التمثيل الغذائي وأمراض السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.

ويرجع السبب في ذلك، لكون المُحلِّيات الصناعية عبارة عن مواد كيماوية غير طبيعية، وأن لها محددات للكميات المتناولة، حتى وإن كانت مجازة من الهيئات المعنية بسلامة الغذاء مثل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية التي أجازت 5 أنواع فقط من السكريات الصناعية وهي: السكارين والاسبارتام والسكرولوز والنيوتام والأسيسلفام وبكميات محددة، وأن الاستخدام المفرط لهذه المُحلِّيات يسبب العديد من المشكلات الصحية.