أكدت استشارية التخدير وعلاج الألم الأستاذة المساعدة في تخصص علاج الألم في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الدكتورة سمية فلاتة أن عدد أطباء التخدير السعوديين في المملكة يبلغ 11 طبيباً فقط، ستة منهم في جدة، ثلاثة في الرياض، واثنان في المنطقة الشرقية، مبينة أن هذا التخصص يشهد عزوفاً كبيراً من قبل الأطباء.

وأشارت خلال افتتاح دورة علاج الألم التي أقيمت في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، إلى أنه يوجد في المنطقة الشرقية مركز متخصص واحد فقط لعلاج الألم، وهو في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر التابع لجامعة الدمام، يقوم بخدمة وعلاج مرضى الألم الحاد والمزمن، مؤكدة على أن هذا النوع من العلاج بحاجة إلى أطباء التخدير، مبينة أن الإحصاءات كشفت أن نسبة المصابين بآلام في الظهر والرقبة، والانزلاق الغضروفي، والشد العضلي، والآلام المزمنة بعد العمليات في المملكة تتراوح بين 40 إلى 50 في المئة، مشيرة إلى أن الألم إذا زاد عن ثلاثة شهور يُعتبر ألماً مزمناً، وإن قل عن ذلك فهو ألم حاد.

وأوضحت أن تخصص علاج الألم تخصص جديد في المنطقة الشرقية، والألم المقصود هو ما ينتج بعد العمليات، والمزمن ما يتزامن مع المريض طول عمره، وفي هذا المركز المتخصص «نخفف ألم ما بعد العملية على المريض، ما يسهل خروجه من المستشفى بشكل سريع، ويقلل نسبة المضاعفات بعد العملية، أما المزمن فيتم تخفيفه بأدوية معينة يتناولها المريض في البيت، وتُقلل من مضاعفات الألم بعد العملية، ما يقلل مدة العلاج والتكلفة السريرية، وكان المريض في السابق يمكث في المستشفى أسبوعاً بعد العملية، والآن بعد علاج الألم يصبح وجوده لا يتعدى اليومين في المستشفى».

وأشارت فلاتة إلى أن الألم المزمن كـ «آلام الظهر والرقبة والمفاصل وشد العضلات والانزلاق الغضروفي يتم علاجه باستخدام الأدوية، أو الإبر في العمود الفقري، أو في نقاط العضلات بطرق علمية مختلفة باستخدام أحدث الأجهزة التي توفرت من قِبل مستشفى الملك فهد الجامعي لمركز علاج الألم، مثل جهاز التخدير الحراري (تخدير الأعصاب) ويقضي على الألم ويستخدم المريض علاجاً دائماً ليقلل الألم بشكل نسبي، ليمارس حياته بشكل طبيعي، ويحتاج إلى حبة مسكنة في الأسبوع، وكان المريض في السابق يعاني من تقطع الأربطة بعد العمليات وحدوث ألم، أما الآن فتجرى العمليات بالتخدير الجزئي للأعصاب التي تحرك الكتف تحت التخدير بجلسات علاج طبيعي لمدة يومين بدون ألم، ويخرج بعدها المريض ويمارس حياته الطبيعية».

وأضافت أن عدد الزائرين للعيادة والمستفيدين من خدماتها بلغ 200 مريض للأمراض المزمنة، و15 مريضاً للأمراض الحادة، وتتم متابعتهم في اليوم الثاني من الزيارة، مشيرة إلى أنه تم علاج 1000 مريض من مختلف الأعمار خلال الخمسة أشهر الماضية. وقالت: «من الحالات التي تمَّ علاجها في العيادة إزالة ألم لسيدة تم استئصال ثديها نتيجة لإصابتها بسرطان الثدي، تبلغ من العمر 50 عاماً، وكانت تعاني من ألم لم يفارقها مدة عامين بعد عملية الاستئصال، وبإبرة واحدة فقط زال الألم وتحرك كتفها بشكل طبيعي، حيث كانت في السابق لا تستطيع تحريكه، وكان هذا أحد أهم العلاجات التي قُدِّمت في المركز».

وذكرت بأن عُمْرَ المركز الزمني هو 5 شهور فقط، وقُدمت في هذه الفترة خدمات كبيرة، بفضل الدعم والجهد الكبيرين اللذين قدمتهما إدارة جامعة الدمام لتطوير العيادة، لتواكب التطور في العالم في هذا التخصص، بجانب دعم المنطقة الشرقية للمركز ليصبح متقدماً في هذا المجال، مؤكدة بأن هدفنا أن يكون المركز رائداً في مجال طب الألم، من خلال أطباء ذوي خبرة عالمية، حيث إن التحضير والإعداد لهذا المركز منذ عام ونصف، وتمت الموافقة عليه من إدارة جامعة الدمام التي سعت في تقديم أحدث الأجهزة في علاج الألم مثل جهاز الأشعة الصوتية، وجهاز علاج الأعصاب الحراري وهما الوحيدان في المنطقة الشرقية. وأشارت إلى أهمية وجود الأختصاصي النفسي في عيادات الألم، وهذا ما يُطمئن المريض بشكل كبير في مساعدته في تخطي المرض والأزمة، مشيرة إلى أن الكثير من المرضى لم يكونوا على علم بوجود مركز لعلاج الألم، أو بتخصص في طب علاج الألم، ولذا كان المريض يقوم بمقاومة الألم، وكان يعاني معاناة شديدة، أما الآن فيتم العلاج عن طريق الأدوية أو الإبر أو عن طريق الفم.

من جانبه، أشار مدير جامعة الدمام الدكتور عبد الله الربيش إلى أن مركز علاج الألم يُعتبر من أحدث المراكز الطبية في علاج الألم في المنطقة، ويؤكد ما وصل إليه الطبيب السعودي من اطلاع وتوسع في العلم من خلال هذه التخصصات الدقيقة، التي تنافس مراكز متخصصة في جراحة الألم في العالم، مؤكداً على أهمية التوسع في هذا التخصص من خلال الكوادر الطبية المؤهلة، والأجهزة التقنية الحديثة، داعياً إلى إحداث نقلة نوعية في هذا التخصص.