بعد أن أصبحت أشهر مؤلفة كتب أطفال في العالم وجمعت ثروة فاقت ثروة ملكة بريطانيا، أعلنت الكاتبة جي كي راولينغ مؤلفة روايات «هاري بوتر» الشهيرة أنها ستصدر رواية للكبار للمرة الأولى في مشوارها الأدبي. ولكن راولينغ التي تمتلك ثروة تقدر بـ530 مليون جنيه إسترليني لم تفصح عن المزيد من التفاصيل وتركت القراء يخمنون طبيعة الرواية الجديدة وأشخاصها وهل ستبتعد عن العالم الخيالي الذي أبدعت راولينغ في خلقه بروايات «بوتر».

ولكن راولينغ قالت في بيان نشرته صحيفة «الديلي ميل» إن كتابها القادم سيكون مختلفا عن الروايات التي أطلقت اسمها، وأضافت الكاتبة أن «نجاح سلسلة روايات (بوتر) قد منحني الحرية لاستكشاف آفاق جديدة».

ويبدو أن التغيير لن يتوقف عند طبيعة الرواية بل أيضا في الناشر، فحسب ما قالته راولينغ فإنه من «المنطقي» أن تقوم دار نشر أخرى (ليتل براون) بإصدار الرواية الجديدة بدلا من «بلومزبيري» التي نشرت روايات «بوتر»، وأضافت «يسرني أن أتعامل مع دار نشر ثانية تابعة لمجموعة (ليتل براون) وفريق نشر سيكون شريكا كبيرا في هذه المرحلة الجديدة من مشوار حياتي في الكتابة». وهكذا تضع راولينغ مرحلة كتب الأطفال خلفها لتدخل عالما جديدا.

وقالت مصادر في عالم النشر للصحيفة إن عقد الرواية الجديدة التي ستصدر في نهاية العام الحالي يقدر بأكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني.

ويتوقع العاملون بمجال الكتب أن الرواية لها جمهورها الذي يتشوق لصدورها، فالأطفال الذين كانوا يقرأون روايات «بوتر» وهم في الثامنة من العمر وتابعوا خلال صباهم الأجزاء المتلاحقة يحملون ولاء خاصا لراولينغ التي رافقت شخصياتها سنوات طفولتهم وصباهم. وإلى جانب الأطفال فهناك جمهور عريض من البالغين الذين تابعوا روايات الساحر «بوتر» بشغف وهم أيضا ضمن الجمهور المتوقع للرواية الجديدة.

وقد باعت السلسلة الشهيرة التي وقعت في سبعة أجزاء أكثر من 450 مليون نسخة وباع الجزء الأخير منها «هاري بوتر والمقدسات المميتة» وحده 11 مليون نسخة في اليوم الأول لصدوره.

وألهم نجاح الروايات سوقا واسعة من الصناعات، فمن إنشاء مدينة ألعاب ترفيهية في فلوريدا إلى إنتاج سبعة أفلام وصفت بأنها أنجح سلسلة أفلام عالمية في تاريخ السينما، وهناك أيضا التذكارات والرحلات السياحية التي أفادت بها مواقع تصوير الأفلام والاستديوهات التي ستفتح أبوابها للزوار قريبا.

وانشغل الكثيرون من القراء بالتعليق على قرار راولينغ على مواقع التواصل الاجتماعي، فقال أحدهم على «تويتر»: «سعيد جدا أن جي كي راولينغ تكتب رواية جديدة، ولا يهمني أنها رواية لا علاقة لها بـ(بوتر)، هذا خبر رائع».