أكد رئيس الاستخبارات العامة الأسبق الأمير تركي الفيصل، أن محادثات فيينا لن تزيل المخاوف من خطر برنامج إيران النووي، مطالباً بأن تكون دول الخليج في صلب المفاوضات حول الاتفاق النووي، والاستعداد لكافة السيناريوهات.
وقال، خلال استضافته بلقاء افتراضي من قبل منتدى صحيفة البلاد البحرينية، إن الاتفاق النووي لم يأخذ في الحسبان جيران إيران بسبب سذاجة تفكير الرئيس أوباما، وترحيب دول الخليج بالاتفاق كان على أساس أنه سيوقف سلوك إيران العدواني في المنطقة، لكن ما حدث هو العكس، فتدخلاتها زادت، وهيمنت إقليمياً.
وأضاف الأمير تركي الفيصل أن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي كان بهدف الضغط على إيران للجم تدخلاتها في المنطقة ومعالجة هواجس دول المنطقة، لكن بايدن يعود إلى الاتفاق اليوم.
وشدد على أن بقاء الاتفاق على حاله سيؤجج النزاعات، ويدفع دول المنطقة إلى البحث عن بدائل، بما في ذلك الاستعداد لليوم الذي تمتلك فيه إيران القنبلة النووية، والاستعداد لكل السيناريوهات، مشيراً إلى أن قيادة إيران الآن هي خطر حقيقي، فكل المحاولات طيلة نحو 40 عاماً فشلت في ترشيد سياستها.
وأكد الأمير أن أمن منطقة الخليج قضية دولية وليست إقليمية فقط، لما تحمله المنطقة من أهمية إستراتيجية ومالية، وقد سلمت من تداعيات حروب عدة، لكن لا يمكنها الركون إلى ذلك مستقبلاً، بل عليها معالجة كل أوجه القصور والاستعداد لجميع السيناريوهات، لا سيما أن خطر إيران ماثل للعيان، عبر تدخلاتها ونشر أفكارها الطائفية وسعيها لامتلاك السلاح النووي.
ولفت إلى أن إيران ابتزت الدول الغربية ببرنامجها النووي إلى أن دفعت إدارة أوباما إلى توقيع الاتفاق، وفق شروطها، وخلال عهد ترامب زادت انتهاكاتها، وفي عهد بايدن منعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش مواقعها وبرنامجها النووي وزادت تخصيب اليورانيوم لتقوية موقفها التفاوضي والضغط قبيل محادثات فيينا، داعياً دول الاتفاق النووي إلى أن يعوا ألاعيب إيران.