عاش شاب برازيلي أياما خطرة وعصيبة إثر حادث سقوط طائرته في غابات الأمازون التي خرج منها سالما بعد 38 يوما.
وكان أنتونيو سينا يحلق فوق المساحات الحرجية الشاسعة فوق غابات الأمازون البرازيلية على متن طائرته "سيسنا 210" حين توقف محركها فجأة منذرا بسقوط حتمي، إلا أنه نجح في الهبوط على فرجة في الغابة.
وبعدما غطى الوقود جسمه بالكامل، نجح الطيار في الخروج بأسرع وقت ممكن من الطائرة ونقل معه "كل ما قد يكون ذا فائدة"، من حقيبة ظهر إلى ثلاث عبوات ماء مرورا ببعض الخبز وحبل وعدة للنجاة تضم سكينا ومصباح جيب وولاعتين، قبل أن تحترق الطائرة وتنفجر.
وروى أنتونيو سينا لوكالة "فرانس برس" من منزله في برازيليا تفاصيل مثيرة لما عاشه حيث قال: "خلال الأيام الخمسة الأولى، سمعت صوت المروحيات التابعة لفرق الإغاثة التي كانت تحلق فوق المنطقة بحثا عني، لكن عملية رصدي من الأجواء كانت متعذرة في ظل كثافة الغطاء النباتي".
وأضاف: "كنت منهارا، لم أتوقع الخروج سالما، بل توقعت الموت"، مشيرا إلى أنه وبفضل نظام "جي بي إس" الذي بقي يعمل على هاتفه المحمول، استطاع تحديد مكانه وقرر المواظبة على المشي شرقا، مع الاعتماد على الشمس لتحديد وجهته.
وفي يوم المشي الخامس والثلاثين، رصد أنتونيو سينا أخيرا إشارة أولى لوجود بشري وهو ضجيج منشار، وبعدما كسر هذا الصوت صمت الغابة مجددا في اليوم التالي، بدأ بالمشي في اتجاهه، ما قاده إلى مخيم لقاطفي الجوز الذين أنقذوا حياته.
وفقد سينا خلال الرحلة الشاقة التي اجتازها وحيدا، 25 كيلوغراما من وزنه.
ويصف هذا الرجل، المتحدر من سانتاريم في شمال البرازيل نفسه بأنه "أمازوني صاف" محب لمنطقته، لكن هذا الأمر لم يمنعه من العمل لحساب منقبي ذهب يسمون "غاريمبيروس" يلوثون الأنهار بالزئبق وتشير التقديرات إلى أن عددهم لا يقل عن عشرين ألفا في الأمازون.
وقال: "كان علي أن أسد حاجتي"، مشيرا إلى أنه عمل طيارا منذ 2011 مع سجل يحفل بـ2400 ساعة طيران في البرازيل والخارج، خصوصا في تشاد، حيث اضطر لقيادة رحلات لتموين مناجم غير قانونية، وقد أغلق مطعمه في سانتاريم بسبب جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة 345 ألف شخص في البرازيل.