يمتد تاريخ سوق الليل التراثي في ينبع إلى أكثر من 500 عام، ويُعد من أقدم الأسواق التجارية في الجزيرة العربية.

ويقع السوق بالقرب من ميناء ينبع التجاري، وسمي سوق الليل بهذا الاسم؛ كونه كان يعمل في الفترة المسائية حتى الصباح لخدمة البحارة القادمين من أفريقيا والصيادين قبل إبحارهم فجراً.

ويوفر سوق الليل جميع مستلزمات الصيد، وانعقاد صفقات تجارية بين البحارة داخل السوق، وأصبح مجمعا للتجار.

وتحول السوق الذي يقع على ساحل البحر الأحمر، إلى مزار سياحي ويشهد إقبالاً كبيراً من السُياح من داخل ينبع وخارجها، ويوجد فيه متاجر للأسر المنتجة، فيما تطل في أرجاء السوق الرواشين الحجازية، وملامحها من الطراز الإسلامي العتيق، وتفاصيل دقيقة قاومت الزمن دون أن تفقد روعتها العمرانية، لتشهد مزيجا مميزا من الطين والجصّ وحجر البحر المنقبي، وأسقف مبنية من جذوع النخيل و"الإثل"، وجميعها انعكاس لطريقة البناء في تلك الحقبة التي أسّس فيها.

إلى جانب هذا التراث تنتشر الروائح الأصيلة والطازجة للمنتجات التي يشتهر بها دون غيره من أسواق المنطقة، مثل: السمك المجفف بأنواعه، وأبرزها الحوت المُملّح الذي يُباع في مواسم محددة، وبُن القهوة السعودية، الحنّاء، الملوخية، التمر والرطب، السمن والعسل.